يسرى حسان
أي حاجة .. حسام حسن دولة في شبه دولة!!
في منتصف رمضان الماضي كنت في إيطاليا مدعوا لحضور مهرجان روما المسرحي الدولي. أثناء إنهاء إجراءات الدخول تصادف وجود توتي كابتن روما الإيطالي. كان عائدا. لا أعرف من أين. ومعه بعض أفراد أسرته تقريبا.
توتي والذين معه وقفوا في الطابور المخصص لأبناء البلد وختموا جوازات سفرهم وخرجوا مثل غيرهم كأي إيطالي وقف في نفس الطابور. دون ضجة أو مستقبلين علي باب الطائرة أو شماشرجية أو حتي متطوعين للمساعدة من تلقاء ¢نفسياتهم¢.
في رحلة العودة إلي مصر المحروسة وبمجرد هبوط الطائرة وجدت أكثر من عشرين شماشرجيا يرفع كل منهم لافتة باسم الباشا أو البيه الذي ينتظره. وبمجرد التعارف يقوم الشماشرجي بإنهاء كل الإجراءات والباشا أو البيه يتحدث في موبايل أو ثلاثة من التي يحملها. وبعد الخروج إلي سير الحقائب يقوم الشماشرجي بتحميل ¢شنط¢ الباشا أو البيه علي التروللي ويخرج بها من الجمارك أيا كان عددها أو أيا كان ما تحويه. دون أن يجرؤ أحد علي فتحها أو حتي السؤال عما بها مكتفين بترديد ¢حمدا لله علي السلامة باباشا¢.
سافرت إلي أكثر من سبعين دولة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ولم أقابل هذا المشهد المصري بامتياز إلا في مصر المحروسة بامتياز مع مرتبة الشرف.
مصر بلد الاستثناءات في كل شيء والكبار دائما أو حتي الصيع المسنودين. علي رأسهم ريشة. يمكن لأحدهم أن يفعل أي شيء حتي القتل. واثقا أن أحدا لن يحاسبه لأنه كبير أو صايع ومسنود.
أتحداك مثلا لو أن طالبا من أبناء الأكابر الذين أدوا امتحانات الثانوية العامة مؤخرا حصل علي أقل من 98%. وأتحدي الوزير شربيني أن ينشر. في كشف مستقل. أسماء ودرجات أبناء الأكابر الذين أدوا الامتحانات أمام لجنة مدرسة الجهاد بالبداري أسيوط.. لن يفعلها واتحداه.
أحدثك عن روما وكابتن توتي والاستثناءات والثانوية العامة والوزير شربيني بمناسبة كابتن حسام حسن الذي اعتبره واحدا من أخلص من لعبوا الكرة في مصر. والذي أمرت النيابة بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق بتهمة الاعتداء بالضرب علي مصور تابع لوزارة الداخلية.
دعك من الكلام الدائر حول أن المصور لو لم يكن تابعا للداخلية ما جرؤ أحد أن يقول لحسام تلت التلاتة كام. وهذه حقيقة لا شك فيها. ودعك أيضا من الضحة التي أحدثها جمهور النادي المصري. الذي يدربه حسام. وكذلك اصدقاء وزملاء حسام. فهذا حقهم بل واجبهم.
دعك من كل ذلك وتأمل الدلالة. دلالة ضرب حسام للمصور. فحسام كغيره من الكبار والمشاهير وحتي الصيع الذين لهم ¢ضهر¢ يعتبرون أنفسهم دولة داخل شبه الدولة. يأمنون العقاب فيسيئون الأدب. لكن تأكد أن الأمر سينتهي بالصلح. إن بالتراضي وإن بالإجبار وقد تم بالفعل.. لم أتمن بالطبع حبس حسام حسن.. أتمني فقط أن أشعر يوما. وقبل أن يأخذني الله. انني اعيش في دولة وليس في شبه دولة يتصرف فيها الكبار والصيع علي راحتهم.. وكذلك يفعل الكثير من البسطاء الذين يأخذون حقوقهم بيدهم لثقتهم أن الدولة ليست شبه دولة فحسب. لكنها غير موجودة أصلا!!!!