طارق سعيد أحمد
لغز الأزهر.. وشفرة القرآن
الإرهاب.. مصطلح شيطاني، وتحت مظلته تُرتكب أبشع الجرائم الإنسانية في تاريخ البشرية الحديث، لكنه في الحقيقة مصطلح مُهترئ، وأمام الأجساد المفخخة والعقول الخربة يتقزم وينكمش. ليس لأن الفعل تجاوز المصطلح فقط بينما هو مغلوط من الأساس، ومن ألصقه بهذا النوع من جرائم ضد الإنسانية كان هدفه الأول أن يقُتل ويسفك الدماء ليهدد أنظمة سياسية متخذا من لفظة الإرهاب الواردة في “القرآن الكريم” نقطة ارتكاز حيوية، بالفعل لفتت أنظار واهتمام العالم للإسلام الشرس الذي حينما وُجد وُجدت الدماء، وتناثرت الأشلاء في كل مكان، حتى وصل الأمر في الدول الغربية أن يتدربوا على الإخلاء فور سماعهم “الله أكبر”!.
وصلت نسبة قناعة العالم بشراسة الإسلام للتشبع، وتشكلت ظواهر مناهضة للإسلام والمسلمين حول العالم، منها على سبيل المثال وليس الحصر، مذابح للمسلمين في الشوارع، وإقامة مواقع إلكترونية تسيء للنبي محمد “ص” ولرسالته السماوية، ووعود دونالد ترامب خلال حملته الإنتخابية بإجلاء المسلمين من أمريكا وعدم دخولهم تماما فور وصوله للبيت الأبيض.. وغيرها الكثير من ظواهر مناهضة للإسلام تستحق الدراسة والتحليل.. ولكن “..”!.
وفي وسط تأجج الأحداث، واقتحام العمليات الدامية القذرة حياتنا يوميا وإستمرارها في الزمن، وتزايد عدد الضحايا الأبرياء، والاقتراب من انهيار المنظومة الاجتماعية بسبب ما يحدث في أماكن مختلفة في العالم من جرائم ضد الإنسانية، وخصوصا المنطقة العربية تصمت مؤسسة الأزهر صمتا أشبه بصمت الجبال !، وتقف أمام كل ما يحدث كتمثال حجري. رغم أنها الوحيدة على كوكب الأرض التي تستطيع، ولديها القدرة من كونها مؤسسة أن تغير صورة الإسلام القبيحة بتقديم حقيقته الإلهيه وسماحته الراقية وقيمه الإنسانية الرفيعة، وقادرة على تفكيك كل الأيديولوجيات التي تكونت حول صورته المزيفة، وامتدت لجذوره بتنقيح وتطهير موروث طاله العفن، ولكن “..” ؟!.
العجيب حقا، أن الأزهر الآن بين يديه اكتشاف للدكتور إبراهيم كامل، والذي عمل عليه هو وفريقه نحو أكثر من عشر سنوات من البحث حتى توصلوا إلى “شفرة القرآن” الكامنه بداخله منذ أكثر من 1400 عام، وذلك من خلال عمليات إحصائية ببرنامج تم وضعه وتحديثه يعمل على أي جهاز كمبيوتر.اكتشف “كامل” عن طريق فك شفرات القرآن أن الكتاب المنزل من عند الله واحد، والدين واحد، وليس عدة أديان كما يردد البعض، بمعنى أن كل الكتب التي أنزلها الله جمعهم في القرآن الكريم، فمن الممكن استخراج الإنجيل من القرآن الكريم، وكذلك التوراة وباقي الـ 104 كتب السماوية.
ومن خلال “شفرة القرآن” أيضا اثبت كامل وفريق بحثه أن “القرآن الكريم” لا توجد داخله أوامر مباشرة للحدود بالمعنى الذي يردده أوصياء الدين، بينما المقصود وفق ما ذكر في القرآن أن هذا الحد الأقصى الذي لا يتم تجاوزه، ففي السرقة مثلا أقصى حد ممكن أن يطول السارق هو قطع اليد وليس قطع اليد مباشرة من الخطأ الأول أو يكون هو العقاب الأول بل يتصاعد العقاب إلى أن يصل إلى قطع اليد، وفيما يتعلق بعذاب القبر أكدت الشفرة القرآنية أنه غير موجود بالمرة، وكذلك الثعبان الأقرع، كما تم إثبات أن اليهود والنصارى ليسوا كفارًا وتجوز الحروب عليهم، كما يدعي السلف المتشددين والجماعات المتأسلمة، الفكرة التي تطورت إلى أن وصلت لـ”داعش” التي تدعي بناء الدولة الإسلامية وتقتل من أجلها المسلمين أنفسهم !. والدليل الذي أتى به كامل يكمن في الأية رقم “61 ” من سورة “البقرة”. فضلا عن نسف مفهوم التفسيرووضع “القرآن الكريم” في سياق التأويل أي ظهور دليل يقيني يُغير أو يوضح من شكل النص.
لم يتطرق اكتشاف “شفرة القرآن” فقط الجانب الديني بتأويل القرآن وتوضيح الأوامر والنواهي، بل تجاوز الأمر وامتد إلى حدود العلم حيث أرسل كامل وفريق عمله صورة “رسم بياني” إلى وكالة الفضاء “ناسا” الأمريكية رسمها البرنامج بعد اعطاؤه أمر بإجراء عملية إحصائية فردت الوكالة أن ما بين ايديها هو صورة الشكل الأول لإنفجار الكون منذ 13 مليار عام !. ماذا فعل الأزهر بكل هذا؟.
يختبيء الأزهر خلف قِدم وعبق التاريخ، وتختبئ مشايخه خلف زيهم الموروث، وتجمدت العقول بما لا يسمح لها أن تتعامل مع الحاضر الحديث وتخوض الحرب الفكرية الضارية ضد الإسلام والمسلمين. ليس ذلك كل شيء بل تحولت لسجن كبير لأفكار تحاول خلق حاضر غائب يمنعه واقع الجهل والتخلف.
لغز الأزهر أصبح من الألغاز الكبرى التي تواجهنا ضمن قائمة ألغاز، ومتاهات باقي مؤسسات “شبه الدولة” المصرية، ولكن السؤال، وليجيب أحدهم.. ماذا فعلتم بهذا التاريخ العريق؟. وما قدم علمكم للبشرية؟.