المساء
مرفت مسعد
سري وخاص .. إدكو التي في خاطره
هو من أصدقاء المساء القدامي الذين ليست لديهم مشكلة في الكتابة.. فقط بمجرد أن تأتيه الفكرة أو يلح عليه موضوع ما. يمسك بأي ورقة أمامه بصرف النظر عن حالتها. ليبدأ في تسجيل خاطرته!
هكذا عودنا القارئ البحراوي. إبراهيم محمد كونه. في رسائله التي تستطيع أن تميزها من بين عشرات الرسائل. وتلمس فيها روح المصري الأصيل. المهموم دائما بمشاكل الأرض التي نشأ فيها وتربي عليها. إنه من أبناء مدينة إدكو بمحافظة البحيرة. التي يعشق ناسها ويقبل التراب الذي يمشون عليه. خاصة أولئك الذين استطاعوا قهر الطبيعة في مناطق جبلية وعرة لا يسلكها بشر سوي قطاع الطرق والهاربين من الأحكام. مناطق تسكنها الثعالب والذئاب. مثل منطقة حوض الرمال "1" التي تمتد بطول شاطئ البحر بين مدينتي رشيد وإدكو حتي تصل للإسكندرية.
يروي "كونه" في رسالته لنا كيف نجح أهالي مدينته في الوصول إلي هذا الحوض. وتغيير ملامحه فردموا الملاحات والأراضي البور بالرمال. وشقوا الآبار. ونجحوا في الاستفادة من مياه الأمطار لاستصلاح تلك المساحات. واستطاعوا بسواعد لا تلين في إنتاج أجود أنواع الخضراوات والفواكه. إنتاجا عفيا. لم يتعرض لزخات المبيدات الكيماوية أو غيرها من الملوثات المائية! انتاجا استطاع أن يغطي احتياجات السوق في الداخل. وينافس في الخارج. وقائمة الخيرات طويلة بدءا من الفراولة والأناناس والبرتقال والبلح والطماطم واليوسفي والزيتون وغيرها. جهود البحاروة المخلصة في إحياء تلك الأرض وتنميتها كان وراء صدور القرار الجمهوري عام 1984م بجعل رشيد وإدكو مدينتين سياحيتين.
لكن لم يمض وقت طويل حتي كانت الكارثة كما يصفها القارئ التي حلت بالــ "الإدكاوية" وفاقت كل خيال حين تقرر نقل مصانع الطوب من رشيد لتتوسط زراعات حوض الرمال الخصبة. فيكتب عليها الموت البطئ بفعل سحب الدخان المتصاعد من مصانع الطوب. وتسرب المازوت والسولار إلي مياه الترع والقنوات التي يعتمدون عليها في الري. بخلاف الضرر البالغ الذي حاق بالثروة السمكية التي كانت تزخر بها بحيرات المنطقة.
يتساءل القارئ المهموم بمشاكل بيئته ووطنه في نهاية رسالته: لصالح من إهدار المشروعات الناجحة المثمرة في إدكو. وتبديد فرص العمل والاستثمار أمام أبنائها. وأين نصيب إدكو من مشروعات الدولة. كالملاعب الرياضية الشعبية. ودور السينما والمسرح. والشوارع الممهدة. والمجمعات الاستهلاكية وغيرها مما تفتقر إليه المدينة ذات المليون نسمة؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف