عصام سليمان
بالعقل .. المطلوب.. بعد تثبيت الجنيه!!
عكس كل التوقعات التي روج لها البعض قام البنك المركزي بتثبيت سعر الجنيه في مواجهة الدولار ولم يقم بإجراء تخفيضات جديدة في قيمته.. وأجهض كل المضاربات التي تمت في السوق السوداء قبل العيد علي الدولار الذي نعاني من ندرته!!
الإجراء جيد علي المدي القريب في ظل اقتصاد يعاني ويتوجع وتحاك ضده مؤمرات كثيرة حتي لا تنهض مصر وتمارس دورها الإقليمي في المنطقة ولحساب قوي إقليمية وخارجية لها مطامع كثيرة ومتنوعة في دول المنطقة لإعادة تقسيمها من جديد ونهب ثرواتها والحد من طموحات التنمية والبناء والتوحد لصالح فكرة الشرق الأوسط الكبير الذي تتحكم فيه إسرائيل!!
زيادة الدين الداخلي والخارجي وعجز الموازنة وضعف القدرة علي الاستثمار والتضخم الذي شهدناه مؤخراً نتيجة ارتفاع الأسعار بفعل فاعل خلال شهر رمضان وإجهاض كل محاولات الدولة لتحقيق التوازن في أسعار السلع الاستراتيجية!! .. كلها مشاكل تحتاج إلي حلول وإجراءات علي أرض الواقع من الحكومة التي تتولي المسئولية ومن الشعب بوصفه أول المضارين من جملة هذه الأوضاع التي تمثل كارثة إذا تركنا الأمور علي هذا النحو ودون تدخل حاسم يحافظ علي كيان الدولة.
من غير المعقول أن يظل الإنتاج متوقفاً في أكثر من ألف مصنع منذ عام 2011؟!.. ومن غير المعقول أن تتزايد فاتورة الاستيراد عاماً بعد عام وشهراً بعد شهر من سلع استفزازية دون أن نحاول الحد من استيراد هذه السلع التي تغرق السوق في دولة تعاني من "شُح" الدولار وفي ظل تراجع السياحة دون إجراءات عملية لإصلاح الأمر والبحث عن أسواق جديدة تنعش هذا القطاع الذي يعاني من سكرات الموت؟!
الحكومة مطالبة برؤية شاملة للإصلاح في الاتجاه الصحيح ومطالبة بأن تسرع الخطي دون تباطؤ أو تلكؤ لزيادة الإنتاج كماً ونوعاً ومضاعفة الصادرات علي حساب الواردات وأن تكون لدينا رؤية عملية يتجاوب معها الشعب للحد من الاستهلاك في السلع التي تشهد عمليات احتكار لرفع أسعارها وكذا السلع الاستفزازية والكمالية التي من الممكن مقاطعتها وذلك من خلال ثقافة وطنية تدعو للتقشف والصبر والتحمل وأيضاً تشجع علي العمل والإنتاج طالما أن الهدف هو أن يعلو البناء وطالما كنا جادين وراغبين في تخطي الصعاب والأزمات الاقتصادية التي يتم افتعالها لعرقلة مسيرة بلادنا.
لا يمكن أن ننسي أو نتجاهل أن حجم الدين وصل إلي 100% من الناتج المحلي.. وأن اقتصادنا بات في وضع هش ويحتاج إلي تضافر الجهود الحكومية والشعبية لعبور هذا الظرف الاقتصادي الصعب.
وهنا يجب ألا ننسي تجربة دولة مثل ألمانيا عندما خرجت مدمرة من الحرب العالمية لكن شعبها تحمل ونحت في الصخر لتصبح الآن من أقوي الاقتصاديات العالمية.
ببساطة نحن نحتاج إلي روشتة عمل لجذب الاستثمارات الأجنبية وزيادة التحويلات من المصريين في الخارج وعلاج مشاكل العجز في الموازنة العامة وضرب الفساد بكل صوره خاصة الذي يتلاعب في أموال الدعم وتعطيل مصالح الناس!
نحن أصحاب البلد وواجبنا يحتم أن نعلي قيمة العمل والإنتاج.. ومواجهة غول ارتفاع الأسعار المفتعل من البعض.. فهل نفعل؟!
أتمني.