پلاشك أن ارتفاع نسبة العاطلين يعود لفلسفة معطيات عالم التعليم التي تهدر حق العنصر البشري في الحصول علي مؤهل يتوءام صلبه مع متطلبات سوق العمل والدليل علي ذلك الاعلان المتكرر لوزارة القوي العاملة بوجود وظائف تبحث عن شاغلين لها..وأنا من جانبي أتقدم بالاعتذار للوطن علي مايقترفه مسئولو القوي العاملة والتعليم في حق اولادهم من الطلاب الذين بدونهم لايكون هناك تنمية مستدامة فهم لم يبادرا ولو لمرة واحدة في عقد اجتماع من أجل مناقشة هذه القضية.
ان الربط بين وزارتي التعليم والعمل ضرورة ملحة للتخلص من طوابير العاطلين واسألوا بريطانيا التي يتولي هاتين الوزارتين بها وزير واحد فقط وتجدر الاشارة الي أن هذه الدولة تحتضن286 جامعة كلها تابعة للمجتمع المدني الذي يقدم كل أنواع التعليم المرتبط بسوق العمل ويحدد ملامحه لجنة معايير وتشرف علي ذلك باعتبار أن¢ التعليم حق للجميع¢ ولاتحيد عن ذلك.
أما المجتمع المدني لدينا فقد أدار ظهره لقيمة التعليم وتفرغت بعض مكوناته لجني الارباح من خلال تأسيسهم للمعاهد والجامعات الخاصة رغم أن قوانين ولوائح الجهة الاشرافية عليهم تؤكد أن عملهم ¢خيري وغير قابل للربح¢ وللاسف فان أسعار الدراسة للعام الواحد باحدي تلك الجامعات تزيد علي 50 الف جنيه .
ان الاتجار بالتعليم لايمكن وصفه الا بتجارة ¢الرقيق¢ ولذلك فانه بات علي مسئولي التعليم العمل وبسرعة علي وضع وترسيم خطة ممنهجة لاعلاء قيمة التعليم وذلك بربط المناهج بكل جوانب الحياة البشرية بما يكفل سلامة سلوكيات الطالب التي تعزز من الحفاظ علي الأسس الصحيحة للتعامل مع كافة القضايا الاجتماعية والثقافية والبيئية والاقتصادية ليشعر المتعلم بتحقيق ذاته وأن الكرامة الإنسانية بعدها تحدث التنمية المستدامة التي ننشدها.
إن التعليم فقط الوحيد لدينا القادر علي احداث تنمية مستدامة هو التعليم بجميع الكليات والمعاهد العسكرية¢ حربية - جوية -دفاع جوي - بحرية - شرطة¢ والتاريخ مليء بأبطال خريجي هذه الكليات.. أضف الي ذلك أن تعاملهم مع أحداث السنوات القليلة الماضية يجعلنا نشعر بأن مناهجهم الحديدية مليئة بالقيم والمهارات والقدرة علي احترام الاختلافات ومواقف الحوار والسلام والتعاون وروح التحلي بالتسامح الاجتماعي كل هذا يساهم في بناء مجتمع أكثر استدامة كما أنني لدي يقين بأن لديهم الكثير فهم عطاء لاينضب من أجل مصر.
والي حين الانتهاء من تصحيح مسارات التعليم المدني أعتقد أن اضافة مادة التربية العسكرية بكل مراحل التعليم ينتج شبابا لديه حافز علي التفكير الرشيد ويزيد من وعي الجمهور لتغيير العادات الاستهلاكية ويحقق مناخا منظماً قادر علي البناء لا الهدم .