المساء
عياد بركات
هيبة الدولة.. أولاً!
لا شيء يشعر الناس بتهميش الدولة أكثر من اهتمام الناس بتوافه الأمور.. وتهميش القضايا المهمة.
انشغل الناس في الأسبوع المنصرم بقضايا مثل: بكار وليفني. حسام حسن وحبسه. الانقلاب علي أردوغان وفشله.
أولي القضايا التي أخذت حيزاً أكبر مما تستحق قضية بكار وليفني.. فلا بكار شخصية مهمة لينشغل به الناس ولا حتي ليفني التي عاشت زماناً انتهي شغلت فيه وزيرة خارجية إسرائيل.. أو كمصيدة جنسية لبعض عملاء الموساد!
أما أردوغان وانقلابه الفاشل.. فإن فشل الانقلاب لا يعني ان أردوغان سوف تقوم له قائمة.. الانقلاب فشل.. وأردوغان انتهي كزعيم بعد أن أصبح يطأطيء رأسه للجميع.. ويعتذر للدول بالجملة والقطاعي.. لقد فقد أردوغان هيبته أمام نفسه أولاً ولم يعد لديه قبول لدي الشعب التركي.
أما حبس حسام حسن ثم الافراج عنه بقرار من المحكمة فهو مؤشر ودليل علي تفعيل دولة القانون.. بما يعني ارساء دعائم الدولة الحديثة. دولة المؤسسات التي لا تفرق بين س. ص. الناس أمام القانون متساوون..
استمرار حبس حسام حسن يعني ان الفوضي التي أعقبت ثورة 25 يناير و30 يونيو آن لها أن تنتهي.. بل إن ما حدث مؤشر علي انتهائها. وان طول اللسان وضخامة عضلة الذراع لم تعد ترهب أحداً. وان العبرة باحترام الآخرين والالتزام بصحيح القانون. كما ان ذلك يعد إنذاراً لكل من يعتمد علي طول لسانه أو قوة عضلاته أو إيهامه الناس انه من جوقة "السلطان" عليهم جميعاً أن يراعوا ذلك وان السلطان لا جوقة له.. كما ان طول اللسان وضخامة العضلات مصيرهما السجن إلي أن يفصل ويقول القضاء كلمته..
***
سجل مدني الأزبكية
سجل مدني الأزبكية.. موقع حساس للغاية فهو في وسط القاهرة .. مما يجعل زبائنه كثراً! لكن ما يحدث داخله لا يسر! المكان ضيق. وبلا تهوية. واستخراج السجلات المميكنة يقوم بها موظف واحد. أحد الأصدقاء ذهب لاستخراج قسيمة زواج يوم الثلاثاء الفائت أخذ دوره في الطابور من الواحدة ظهراً إلي الثانية والثلث حين أصبح أمام الموظفة. وكانت الصدمة حين أبلغته انه لا يوجد قسائم زواج.. وطلبت منه الحضور اليوم التالي الأربعاء الفائت حيث أخذ دوره في الطابور من الثامنة والنصف صباحاً.. التاسعة صباحاً حضر فني كمبيوتر وقام بإعداد الأجهزة للعمل مما جعل صاحبنا يستبشر خيراً.. وجاءت التاسعة ولم تحضر الموظفة.. واضح انها غياب.. وجاء موظف لا يفارق المحمول أذنه وجلس مكانها. واكتشف الواقفون في الطابور انه لا يجيد التعامل مع الكمبيوتر. وما هي إلا دقائق وقام ليجلس علي المكتب الرئيسي بعيداً عن الكمبيوتر تاركاً المهمة لفني الكمبيوتر الذي رغم خبرته الفنية إلا انه جديد علي عملية الاستخراج وكان يوماً.. "الفني" يخرج كل فين وفين شهادة مميكنة بينما صاحبنا الموظف إياه جالس علي مكتب الرئاسة مستمتعاً بالسيجارة تلو السيجارة. والمحمول لا يفارق أذنه! وعجائب!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف