زكى مصطفى
يا مبدعين.. يا.. حتي تعود.. ريادتنا السينمائية
فوجئ الحقل الفني عامة والسينمائي خاصة بقرار المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء بزيادة ميزانية صناعة السينما إلي "50 مليون جنيه" سنوياً بدلاً من "20 مليوناً".. ولاشك أن هذا القرار يؤكد أن الحكومة أدركت أخيراً أننا نعيش في عالم أصبحت الحرب فيه تدار بالفن والإبداع.. خاصة السينما.. وليس بالدبابات والطائرات والأسلحة الثقيلة فقط!
الحمد لله.. أصبحت الدولة مهتمة بصناعة السينما ودعم الثقافة والفنون وتهيئة المناخ المشجع علي حرية الفكر والإبداع.. وبعد أن كانت صناعة السينما تواجه صعوبات كثيرة.. تعمل الدولة الآن علي تذليل كل الصعوبات. وعلي الرغم من قرار زيادة الدعم إلا أن بعض صناع السينما يرون أن هذا القرار.. أقصد هذا المبلغ.. ليس كافياً لتحقيق النجاح في هذه الصناعة التي تحتاج الكثير والكثير لإنتاج الأفلام الضخمة وبالذات الأفلام الحربية التي تتناول تاريخ الثورات المصرية والانتصارات العسكرية ومنها انتصار السادس من أكتوبر عام ..1973 وهي الأفلام التي لم نرها حتي الآن لحاجتها إلي ميزانيات كبيرة ولا يقدر عليها سوي الدولة.. أو مشاركة البنوك.. وهل ننسي رائد البنوك.. الاقتصادي المعروف "طلعت حرب" الذي أسس "شركة مصر للتمثيل والسينما" و"استديو مصر".. وللعلم.. أمريكا والهند تعتمدان علي البنوك لعدم وجود من ينتج هذا النوع من الأفلام.
خالص الشكر للحكومة التي تعي أن السينما هي الحصن الحقيقي للبلد والحفاظ عليها مسألة أمن قومي ووطني إلي جانب أنها مصدر مهم للدخل.. ومن الممكن الاستفادة منها اقتصادياً.. والقرار خطوة أولي إيجابية ولو تحققت.. سوف تكون خطوة ومرحلة مهمة جداً.. وفي رأيي.. أن السينما تعتبر جزءاً من ثقافة الشعب وحائط صد للأفكار المتطرفة والتخلف والإرهاب.. لذلك فإن أي تحرك في صالح السينما هو تحرك إيجابي نسعد به.. وزيادة الدعم شيء رائع.. وللقرار رد فعل إيجابي لدي صناع السينما الذين تفاءلوا باهتمام الدولة بصناعتهم التي أصبحت في طريقها الصحيح فعلياً لعودتها إلي مكانتها الحقيقية.. وكذلك عودة شركات كثيرة غابت عن الحقل السينمائي وأضرت الصناعة.
والجميل.. أن القرار ليس وحده الذي أصدرته الحكومة.. ولكن اتخذ مجلس الوزراء حزمة قرارات مهمة للنهوض بهذه الصناعة.. شملت إلي جانب زيادة الدعم وضع ضوابط سليمة للانفاق منه لتحقيق الغرض من تخصيصه ووضع الإجراءات العاجلة لحماية الأفلام السينمائية المصرية من ظاهرة القرصنة.. وكذلك تخفيض رسوم التصوير في المناطق الأثرية بنسبة 50 في المائة.. وكل ما نتمناه أن يوجه هذا الدعم إلي صناع السينما الحقيقيين الذين يجتهدون لتقديم سينما وأفلام جادة وجيدة تفيد المشاهد من خلال موضوعات مفيدة للمجتمع.. وإنفاق يتم وفق ضوابط سليمة حتي يتم الاستفادة منه في الغرض الذي خصص من أجله هذا الدعم.