قبل نهائي كأس اليورو بين فرنسا والبرتغال. أجمعت الترشيحات علي استثناء منتخب البرتغال من الوصول إلي نهائي الكأس. فضلاً عن الحصول عليها. لكن المنتخب البرتغالي خيب التوقعات. ووصل إلي المباراة النهائية.
أقبل عشرات الألوف من الفرنسيين علي مشاهدة المباراة في الملعب أو في الميادين العامة. بما يشبه الاطمئنان إلي فوز منتخبهم القومي. وأعدت بالفعل ترتيبات ما بعد الفوز من اللافتات والأعلام والأغنيات. وكثفت الشرطة استعدادتها حتي لا يسيء الارهاب إلي المشهد الجميل.
حين أصيب رونالدو في ركبته خلال الثلث الأول من المباراة. صار التوقع يقيناً. ليس في فرنسا وحدها بل في تعبيرات الإشفاق للمحللين الرياضيين من انعدام فرصة الفوز أمام منتخب البرتغال بخروج قائده ونجمه الأوحد كما أطلقت عليه وسائل الإعلام.
أهمل لاعبو البرتغال كل الظروف المعاكسة. وأكملوا المباراة بروح التحدي والفوز. جعلوا الإرادة فاصلاً بينهم وبين الفرنسيين . واستطاعوا- بالفعل- أن يصلوا بالتعادل إلي قرب النهاية. لكن اللاعب البرتغالي الموزمبيقي الأصل إيدر أدرك حالة الاستعداد لما بعد الوقت الإضافي. فأحرز هدف الفوز لفريقه في مفاجأة مذهلة. اعترف بها حتي حارس المرمي الذي أخذه السرحان في كيفية صد ضربات الترجيح!
ذكرتني هذه المباراة بمباراة في الستينيات علي كأس مصر بين الزمالك والاتحاد السكندري كل الظروف تهيأت لفوز الزمالك بالكأس. وعندما فاز الاتحاد علي الإسماعيلي في الدور قبل النهائي. كتبت زميلة صباحية فيما لا يخلو من دلالة: فاز الاتحاد علي الاسماعيلي. والفوز للزمالك!
عقدة الاتحاد أيامها هي حارس المرمي حاول اللاعبون تعويض الأهداف التي دخلت مرماه بسذاجة. وكان اسمه- للأسف- مطابقاً لاسم كاتب هذه الكلمات لجأ لاعبو الاتحاد إلي خطة دفاعية يحمون بها مرماهم من أخطاء الحارس. وبلغت المباراة قرب النهاية بنتيجة 2-1 لصالح الزمالك. واعتبر الجميع تلك النتيجة مستحقة للزمالك ومشرفة للاتحاد. لكن إرادة الفوز نشطت في نفوس لاعبي الفريق السكندري- طبع أبناء الثغر - فتقدم قلب الدفاع أحمد صالح في الدقائق الخمس الاخيرة وأحرز - وسط ذهول الجميع- هدفين في مرمي الزمالك!
الكلام عن كرة القدم مناسبة للتأكيد علي قيمة المقاومة علي الإصرار والتحدي والفوز وغيرها من العوامل الايجابية التي تصنعها إرادة الإنسان
روي القدامي عن الباب الضخم الذي جعله علي بن أبي طالب درعاً يحمي به نفسه. وبعد أن انتصر وألقاه. عجز ثلاثة رجال عن حمل الباب!
لأنني علي ثقة من إرادة الإنسان التي صنعت في مسيرة وجوده ما يشبه المعجزات فإني أصدق واقعة رفع الباب بيد الخليفة الرابع. كما أصدق أن الإرادة الإنسانية أقوي من تقديرات الضعف والقوة والمكسب والخسارة.
من الخطأ أن نخضع للضعف . ونعتبر الهزيمة قدراً.. التاريخ يحدثنا عن الوليد في زمن الإغريق كانوا يضعونه- ليلة مولده- عارياً فوق جبل الأولمبي إذا لم يمت حتي الصباح. فهو يستحق الحياة!