سامى عبد الفتاح
كلمة حرة .. مشكلة الأهلي في "وسطه" وليست في مدربه
انكشف فريق الأهلي. بطل الدوري. والذي ثبت بما لا يدع مجالاً للشك. أن الأهلي. هو عبدالله السعيد وإيفونا ورمضان صبحي.. ومنذ أن غاب الثلاثة. لم يعد الأهلي يعرف رأسه من قدميه. واهتز بشدة.. ولو كان هذا الثلاثي غاب عن الفريق قبل ذلك بأسبوعين أو ثلاثة. ما فاز الأهلي ببطولة الدوري. حيث ساعده الزمالك أيضاً بارتباك فريقه في فترة ما بعد ميدو والاسكتلندي ماكليش. كي يستعيد بطولة الدوري.. ومباراة الوداد الأخيرة. وضعت الختم والتصديق علي أن الأهلي في حاجة ماسة إلي عمرة وصيانة كل خطوطه. خاصة خط الوسط الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.. هذه المباراة كشفت المشكلة الحقيقية في الأهلي. وهي مجموعة خط الوسط. سواء الأساسيون أو البدلاء. فهذه المجموعة بقيادة حسام غالي مع الظهيرين. غير قادرة علي إنتاج فرص حقيقية في دفاعات المنافسين. وأداؤها روتيني وتقليدي وبطيء ومكشوف جداً.. بل من المؤكد أن هذه المجموعة هي سبب هزائم الأهلي أمام وادي دجلة والمصري وزيسكو وآسيك.. وبسبب ارتباكها وضعفها. يحدث الضغط الشديد علي مجموعة الدفاع. التي بدورها ترتكب مصائب. نتج عنها هز شباك الأهلي بطل الدوري مراراً وتكراراً.. ولولا تعاطف القائم الأيمن لخرج الوداد فائزاً بهدف.
لقد اعترف مارتن يول أخيراً أن الإنتاج الهجومي لفريقه ضعيف جداً. وربما يقصد استغلال الفرص أمام مرمي الخصوم. فالمهاجمون مشلولون بسبب ضعف تمويل مجموعة الوسط. ومن يراجع مجمل مباراة الوداد. فسيجد أن نسبة استحواذ الأهلي تزيد علي 65% خاصة في الشوط الأول. قبل انهيار المستوي البدني لكل اللاعبين في الشوط الثاني. إلا أن الخطورة علي مرمي الوداد كانت محدودة جداً. بالقياس لنسبة الاستحواذ.. وهذه ليست المرة الأولي التي يلوم فيها مارتن يول لاعبيه بشكل علني. وسبق أن فعلها مع شريف إكرامي والمدافعين.. إلا أنه هذه المرة تكلم عن الجميع والفريق. ولسان حاله يحمل اتهاماً صريحاً لنجوم الفريق الذين خذلوا الجميع رغم أهمية مباراة الوداد.
الأهلي يحتاج إلي عمرة في وسط الملعب والظهيرين. واتخاذه قرارات جريئة من جهاز الكرة بالاعتماد علي لاعبين أصغر سناً وأكثر حرفية ومهارة. لأن الأهلي ليس ملكاً لأي نجم مهما كان تاريخه السابق.. لأن عطاءه الحالي هو الذي يحدد أحقيته في التواجد داخل المستطيل الأخضر. أو أن مكانه دكة البدلاء. أو ربما مدرجات المشاهدين.
وما بين سطور تصريحات مارتن يول. قال إن الأهلي يحتاج إلي لاعبين يحدثون الفارق في فريقه.. وهذه الصفة كانت موجودة بشكل واضح لدي السعيد وصبحي وإيفونا. وكان وجودهم يستفز حمية باقي اللاعبين. فيحاولون أن يلحقوا بمستوي عطائهم ونجوميتهم.. وعندما غاب الثلاثة. ارتاح كل لاعبي الفريق. لأنهم يعلمون أنهم الخيار الوحيد أمام المدير الفني في كل المباريات.. رغم أن أغلبهم منتهي الصلاحية. أو لا يفهم أنه يلعب في الأهلي. فريق البطولات.. وفرق كبير جداً بين لاعب البطولات. واللاعب العادي. حتي لو كان موهوباً.
لذلك استغرب أن يلقي البعض من المحللين والنقاد اللوم علي مارتن يول. وفي مقدمة هؤلاء وائل جمعة مدير الكرة السابق في الأهلي. والذي يري أن يول مدرب أي كلام وأنه لم يقدم شيئاً للأهلي ولم ير جمعة وهو اللاعب الدولي الكبير. ومن المؤكد أن يول يتحمل قدراً كبيراً من اللوم. لأنه لم يقدم خلال فترة عمله مع الأهلي لاعباً واحداً ينسب إليه. وإن كان طور كثيراً من أداء رمضان صبحي. إلا أنه ليس إنتاجه منفرداً.. ويبقي أن الكرة الآن في ملعب إدارة الأهلي. إما أن تراجع المدير الفني في فهم ما يحدث. أو أن تقرأ ما قاله المدير الفني بأن الأهلي يحتاج إلي خميرة جديدة من اللاعبين.