الجمهورية
مصطفى هدهود
مخططات الصهيونية لحصار مصر "2 - 2"
كانت مصر قبلة كل زعماء افريقيا ولكن للأسف خططت الصهيونية العالمية واسرائيل منذ توقيع معاهدة 1979 إلي الضغط المستمر علي الدول الافريقية لتغيير دفة تعاونهم تجاه اسرائيل وعلمت ومازالت تعمل علي تقليل المساحة الأرضية في افريقيا التابعة للدول العربية ونجحت في فصل جنوب السودان عام 2010 واستمرار العداء بأن اثيوبيا ومصر ومحاولة فصل دارفور وقتل الرئيس معمر القذافي نظراً لاتجاهه المستمر لتوثيق التعاون مع الدول الافريقية خلفاً للزعيم عبدالناصر وزادت التحركات الاسرائيلية بعد نجاح الرئيس السيسي في إعادة وتوثيق التعاون بين مصر والدول الافريقية واستمرت العلاقات والزيارات المتبادلة بين المسئولين بالعديد من الدول الافريقية واسرائيل حتي تنفيذ الجولة الأخيرة لرئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو.
ويلاحظ القارئ بأن الأهداف المعلنة للجولة الأخيرة هو تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والصناعية والطاقة والمياه والتعاون في مواجهة الإرهاب للجماعات المتطرفة وإقناع الأفارقة بأن الدول العربية والإسلامية هي العدو المشترك لإسرائيل ودول أفريقيا وأنهم هم منبع الإرهاب وفي إطار ذلك قامت اسرائيل قبل الزيارة بالموافقة علي تخصيص 13 مليون دولار لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون مع الدول الافريقية ولكن نؤكد أن الهدف الرئيسي غير المعلن هو حصار مصر وغلق الأسواق الافريقية للمنتجات المصرية الحالية والمستقبلية والحد من التطور الاقتصادي المصري.
وتهتم القيادة السياسية والاقتصادية المصرية بتحركات إسرائيل وقوي الشر الأخري وتعمل للتغلب علي هذه الاتجاهات السلبية حيث تم إنشاء الهيئة الاقتصادية لمحور قناة السويس وتعيين شخصية اقتصادية وهندسة لرئاستها وهو الدكتور أحمد درويش حيث قيام سيادته بزيارة 14 دولة عربية وأجنبية ومقابلة 516 مجموعة ممثلة لشركات أجنبية مختلفة وعقد 17 لقاء مع تجمعات لرجال أعمال عرب وأجانب ومازالت الجهود مستمرة للتغلب علي منافسة ايران لجذب الاستثمارات الأجنبية.
وبالنسبة للاتجاه التركي الجديد نري أهمية دراسته بتأن وتحديد السلبيات والإيجابيات المحققة من هذا التقارب وتفضيل المصلحة المصرية الصناعية والاقتصادية وكمثال صارخ تحاول شركة سولفاي البلجيكية التي اشترت مصانع كربونات الصوديوم بالمكس الخروج من السوق المصري وغلق المصنع وامتناع العديد من المستثمرين المصريين والعرب من شراء هذه المصانع بحجة تنافس أسعار الاستيراد من تركيا والصين.
وبالنسبة للاتجاه الرابع السلبي وهو غزو الدول الافريقية وهو الأخطر نري التحرك في اتجاهات متوازية منها تنشيط أعمال شركة النصر للاستيراد والتصدير ودعمها بالشخصيات المصرية ذات الفكر والخبرة الاقتصادية والمالية والصناعية والتجارية والأمنية وإعادة تشغيل كل مكاتبها في الدول الافريقية وفتح مكاتب جديدة بالدول الأخري والعمل علي دعم التعاون الصناعي والتجاري بين مصر وكل الدول الافريقية ونري أهمية إنشاء مكاتب للتمثيل التجاري والعسكري في كل الدول الافريقية وتعيين الشخصيات الهامة في تلك المكاتب وتنشيط عمل الجهات المسئولة بوزارة الخارجية عن الملف الافريقي ونري أهمية تحرك مصر مع كل الدول العربية بصورة مشتركة تجاه الدول الافريقية ونري أهمية زيادة معدل الزيارات المتبادلة بين المسئولين بمصر والدول الافريقية.
ونؤكد مرة أخري علي خطورة تحركات الصهيونية العالمية وإسرائيل والولايات المتحدة الأمرية المريبة والمستمرة علي المدي القريب والبعيد التي تسعي إلي حصار مصر اقتصادياً بعد ان كانت الاتجاهات السابقة خلال النصف الأخير من القرن الماضي تتضمن سعي مصر المستمر لحصار اسرائيل اقتصاديا وسياسيا ولابد من اتخاذ إجراءات فورية علي كل المستويات لدراسة هذه التحركات لصالح الشعب المصري حالياً ومستقبلياً وتذليل كل العقبات التي تواجه رجال الأعمال المصريين المتعاونين مع الدول الافريقية.
وتعتبر صورة نتنياهو وسط سبعة زعماء أفارقة وصورته وهو يحضن رئيس كينيا وصورته وهو يمسك علم اسرائيل مع علم دولة افريقية أسوأ صور شاهدتها في حياتي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف