الجمهورية
طارق الأدور
عيــــــد الحكــــــــام
لست مع إضراب أي طرف أو عنصر من عناصر الرياضة لأي سبب من الأسباب لأن مجال الرياضة هو الوحيد الذي يجب أن يسير بشعار الروح الرياضية ولكني تعاطفت مع موقف الحكام الموحد في امتناعهم عن إدارة مباراة الزمالك والشرطة في كأس مصر بعدما طالهم من تصريحات واتهامات من جانب رئيس نادي الزمالك.
فالحكام هم الحلقة الأهم ولكنها للأسف الأضعف في مجال الرياضة وهو تناقض رهيب يجعل الحكام دائماً في أي لعبة في مرمي النيران وبخاصة عندما يخسر الكبار.
فالحكام هم الأهم في منظومة الرياضة لأنهم الطرف الوحيد الذي لا يمكن أن تقام المباراة بدونهم في أي لعبة وفي المقابل قد يغيب أي لاعب مهما علت قيمته.. وقد يغيب المدير الفني.. وقد يغيب الجمهور ورغم ذلك يستمر النشاط وتقام المباريات ولكن إذا غاب الحكم من المستحيل أن تقام أي بطولة.
وعلي النقيض يكون الحكام دائماً علي خط النار بعد المباريات ويكونون أول من يستقبلون الطلقات من أفواه المدربين واللاعبين والجماهير إذا خسرت فرقهم حتي لو وقعوا في أخطاء فنية تسببت في هذه الهزائم.
فالمدرب ينسي دائماً ما ارتكبه من أخطاء فنية خلال المباراة وينسي اللاعب الفرصة المحققة التي أهدرها أو الأخطاء القاتلة التي يرتكبها وتكون أهدافاً في مرمي فريقه ويتذكر فقط أن الحكم حرمه من فاول أو لم يحتسب له ضربة جزاء.. أو ألغي هدفاً للتسلل.
لهذا فأنا دائماً أتعاطف مع الحكام وأنا أعلم تماماً أن لديهم أخطاء مثلهم مثل كل البشر ومثل كل باقي أطراف اللعبة من مدربين ولاعبين وإداريين ولكن هذه الأخطاء واردة ويعترف بها الاتحاد الدولي.. ولكنه في المقابل يرفض تماماً أي تعديلات تكنولوجية تتيح الفرصة لعلاج أخطاء الحكام مباشرة باستخدام الفيديو لأن الفيفا يعلم تماماً أن أخطاء الحكام هي جزء من منظومة كرة القدم ومتعتها.
وفي كل الأحوال فقد كتبت مراراً أن "الحكام لا يمنحون ألقاباً" حتي لو أخطأوا لأن الخطأ الذي يستفيد منه فريق اليوم قد ينقلب إلي خطأ لصالح المنافس لاحقاً وفي النهاية غالباً ما تكون تلك الأخطاء متوازنة في نهاية موسم طويل مثلما حدث في الدوري المصري في الموسمين الأخيرين.
فقد قلت أن أخطاء الحكام لا تمنح ألقاباً في الموسم الماضي عندما فاز الزمالك بالدوري وعارضني الكثير من الأهلاوية قائلين أن الحكام منحوا الزمالك العديد من ضربات الجزاء غير الصحيحة مقابل عدم احتساب العديد للأهلي ولكن في النهاية فاز الزمالك الأفضل باللقب.
وحدث العكس هذا الموسم عندما فاز الأهلي باللقب ووجه الزملكاوية نفس الاتهام للحكام بأنهم وراء فوز الأحمر باللقب رغم أن الأخير كان الأجدر بالفوز ورغم وجود الانهيار الذي حدث في ختام المسابقة.
ولكن الأمور تجاوزت ذلك باتهامات لكل الحكام بتقاضي الرشوة وهو الأمر الذي جرح كل الحكام ومنهم من نعلم أنهم شخصيات محترمة وفي مراكز مرموقة بعيداً عن الكرة.
لذلك فقد كنت مع الحكام في قضيتهم الأخيرة وأؤيد قرار جمال الغندور رئيس اللجنة باعتبار يوم 12 مايو وهو تاريخ مباراة الزمالك والشرطة التي رفضوا إداراتها وقام بتحكيمها الطاقم الأردني عيداً للحكام.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف