اجبرني قدري علي التوجه إلي أحد شواطيء الإسكندرية.. لقضاء بعض من أيام أجازة عيد الفطر المبارك.. وبناء علي ترشيح أحد الأصدقاء توجهت إلي شاطيء النخيل.. وبعد "هات وخد" في أسعار الشقق مع البوابين الذين يقومون بدور السماسرة أيضاً.. وافقت علي شقة تبعد عن الشاطيء حوالي 300 متر لكنها تري البحر من خلال احدي بلكوناتها.
سألت البواب عن سعر الشقة فقال بثقة: 500 جنيه يا بيه.. قلت له: في الأسبوع.. فرد ساخراً: في الليلة يا أستاذ.. لكن بعد مفاوضات طويلة تم التوصل إلي 400 جنيه في الليلة والدفع مقدماً.
دخلنا الشقة.. وأثناء تنظيفها فوجئنا بجيش من الناموس يهاجمنا وكأننا نتعدي علي أملاكه.. مما اضطرنا إلي شراء 4 علب مبيد حشرات ورشها في الشقة وتركها لفترة ذهبنا خلالها إلي الشاطيء.
علي الشاطيء كنا في الثانية عشرة ظهراً.. سمعنا استغاثات من بعض الرجال والسيدات: الحقونا فيه غريق.. فهرولت كغيري من المتواجدين علي الشاطيء نحو الاستعانة فوجدت مجموعة من الشباب يسحبون شاباً في الثلاثين من عمره وهو في حالة إعياء شديدة.
علت الأصوات بالاستغاثات لكن لا مجيب.. فالشاطيء بلا منقذين أو مسعفين وكل الموجودين شخصان يمسكان صفارة للتنبيه من شدة تيار المياه.. مما اضطر أسرة وأصدقاء الشاب الغريق إلي حمله علي الأكتاف والتوجه به إلي أقرب مستشفي لانقاذه.. المهم انه في هذا اليوم - وكان ثاني أيام عيد الفطر المبارك - تعرض للغرق عدد كبير من الشباب.. ومات منهم بالفعل ستة أشخاص.
سألت أحد الأشخاص وكان يجلس تحت الشمسية بجواري: هل هذا الشاطيء نحس لهذه الدرجة؟.. فرد قائلاً: كل شواطيء الإسكندرية بهذا الشكل.. لأنها شواطيء تسير بشكل عشوائي.. المحافظة تبيعها للحيتان المسيطرين الذين يقومون ببيعها إلي أفراد آخرين ومنها لآخرين.. وبالتالي تتوه المسئولية.
ان شواطئ الإسكندرية وغيرها من شواطيء مصر تفتقر إلي أدني الخدمات والمقومات المطلوبة للبني آدمين.. تخيلوا ان دورة المياه الوحيدة الموجودة بكل شاطيء لا تصلح للاستخدام الإنساني بل ويشترط مؤجروها سداد اثنين أو ثلاثة أو خمسة جنيهات لكل شخص يريد الدخول في المرة الواحدة.
انها استغاثة لكل مسئول يحب هذا البلد ويريد للسياحة الداخلية ان تنتعش.. انظروا إلي الشواطيء وطوروها واختاروا لها إدارة علمية حديثة.. بدلاً من العشوائية المسيطرة عليها.
كلمة هامة:
ربنا يكفينا شر شواطيء الموت وبلطجية وناموس شواطيء الموت!!