محمد جبريل
ع البحري .. أبو الغيط.. هل يحل المشكلة اللبنانية؟
أتمني أن يبدأ أحمد أبوالغيط الأمين العام الجديد للجامعة العربية عهده. بمبادرة تحسب للجامعة. ولشخص أبوالغيط. وتشير إلي توقعات مستقبلية مهمة في توجهات الجامعة من حيث أداء دور ايجابي في الوطن العربي. لا تكتفي بدورها الحالي بيتا رمزيا للعرب. تنحصر مناقشاته في ردود الأفعال. وتجنب القضايا الملحة. والشائكة. ليتحول المبني الجميل علي نيل القاهرة إلي مجرد استراحة لعشرات الموظفين الذين يصعب أن نتعرف في أنشطتهم إلي إسهامات تفيد الواقع العربي.
زار وزير الخارجية الفرنسي بيروت مؤخرا. أجري لقاءات - علي مدي يومين - مع القيادات اللبنانية للتوصل إلي حل لاستعادة منصب الرئاسة اللبنانية الذي اخفقت كل محاولات اختياره. منذ رفض الرئيس السابق لحود أن يمد ولايته الرئاسية يوما واحدا. وترك للنواب أن يختاروا خلفه.
أعلن الوزير الفرنسي انه قد فشل في تقريب وجهات النظر. وترك للقوي السياسية اللبنانية أن تعيد فتح الملفات كي لا يظل لبنان بلا رئيس. بما يعني غياب رمز لا يقل في أهميته عن العلم والسلام الوطني.
رئاسة اي دولة ليست مجرد وظيفة. ولا منصبا شرفيا. إنها تعبير عن سيادة الدولة وسياساته ومكانته.
التدخل الأجنبي يأتي نتيجة غياب الجهد العربي. لو أن أهل البيت عالجوا مشكلاتهم. فلن يتاح للقوي الأجنبية أن تتدخل لتضيف إلي المشكلات تعقيدات جديدة. والأمثلة واضحة في سوريا والعراق وليبيا واليمن ووساطة رباعية بلير في فلسطين. كما أجاد التدخل الأجنبي من قبل في تقسيم السودان إلي دولتين!
قيمة المبادرة انها تصدر عن مسئول عربي. يعرف أحوال لبنان. وتشابكاته الحزبية والطائفية. فهو يستطيع أن يفك الخيوط ليصل إلي طرفها. ويعيد القضية إلي بدايتها الحقيقية. فلا تختلط بالتطلعات الشخصية أو الجمعية. بل تعني بمكانة لبنان ورمزه السياسي.
قد يصعب حل المشكلات العربية العربية. أو المشكلات المحلية داخل هذا القطر أو ذاك. نتيجة التدخلات الأجنبية. إلي حد العجز عن التوصل إلي نتائج تحفظ لكل قطر استقلاله وتماسكه ووحدته الوطنية.
لو أن أمين الجامعة العربية أقدم علي هذه المبادرة. فلعلي أثق أنها ستكون انفراجه لكل الأبواب المغلقة. وإعادة الشأن العربي إلي ذويه.