محمد جبريل
ع البحري - العرب والفرس من أشعل نيران الفتنة ؟
تبدلت خريطة المنطقة العربية وما جاورها في أعقاب قيام دولة إسرائيل. توالت الحروب الإقليمية. واتسعت دوائر التآمر الاستعماري. وأثيرت النوازع الطائفية والقبلية. وأنفق علي شراء الأسلحة ما لو انه أنفق علي تعمير أقطار الوطن العربي. لصارت في المقدمة بين دول العالم المتقدم.
الهدف الواضح من المتغيرات التي نشأت في المنطقة. إبعاد الخطر عن الكيان الصهيوني. فلا توجه ناحيته رصاصة واحدة. بينما تتجه كل الأسلحة نحو بلدان المنطقة. بتعدد قومياتها ومذاهبها الدينية. حتي أقطار الوطن العربي خاضت حروباً إقليمية أملتها مؤامرات الخارج.
أخطر الصراعات التي ظهرت علي الساحة السياسية. ما نشب بين السنة والشيعة. السنة يشكلون أكثر من 85% من العالم الإسلامي. بينما يشكل الشيعة ما يقرب من 15%. ولم يكن لاختلاف المذهبين تأثير في التوجه الديني لشعوب المنطقة. قدم علماء الشيعة إسهامات رائعة في المجالات المختلفة. وأضافت اختراعاتهم العلمية إلي التاريخ الإنساني.
كما أشرت من قبل. فقد كانت ذروة الاتساق الديني بين السنة والشيعة عندما تزوج شاه إيران رضا بهلوي من الأميرة المصرية فوزية. وحتي بعد ثورة مصدق ضد حكم الشاهنشاه. فقد بلغت العلاقات الإيرانية العربية موضعاً متقدماً. ثم أفلحت المؤامرات الأمريكية في إحياء النعرات بين أبناء الشعبين العربي والفارسي. ودفع التحركات الإيرانية في اتجاه توسيع النفوذ والسيطرة.
الصراع السني الشيعي واجهة لصراع غزل خيوطه الموساد والسي آي إيه. باعتبار أن القومية الفارسية - في مخططات إسرائيل والغرب - هي المقابل للقومية العربية.
لا شأن للسنة والشيعة في التحركات الإيرانية داخل المنطقة. استعادة الإمبراطورية الفارسية وسيلة لتفتيت الأقطار العربية. بحيث تظل إسرائيل سادرة في مؤامراتها وأحلامها التوسعية. دون توقع رد فعل من أي نوع.
الأفعال وردود الأفعال تظل مقصورة - أو هذا ما تشير به مخططات الاستعمار - علي أقطار الوطن العربي ودول المنطقة.
الدعوة الإيرانية إلي السيطرة الدينية علي المنطقة. محاولة لفرض سيطرة الفرس علي العرب. وهو مطلب قديم عبر عنه الغلاة من مفكري الفرس. ووجد فرصة إحيائه عقب نشوب ثورة الخميني في سبعينيات القرن الماضي. ولعل مساعدة إيران لحزب الله في إيران. والحوثيين في اليمن. تدبير غير محسوب لتنفيذ جزء من مخطط الغرب الذي انشأ القاعدة وداعش وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات المتأسلمة.
أما دعم إيران الشيعية لمنظمة حماس السنية. فلعلنا نستعيد ما أكده قادة الفصيل الفلسطيني المسلح من أنهم في شاغل عن مذهب المساند. بقدر انشغالهم بتحرير الأرض.