انحدرت الأخلاق.. وتوارت المبادئ.. وتراجعت القيم والأصول.. فانقلب الحال.. وتبدلت الأوضاع.. وتحول الخطأ إلي صواب.. والتمرد والعصيان إلي منظرة وعنجهية..!!
تحكم المال. وسيطر الجاه. وهيمنت العصبة.. فتقدمت البلطجة علي القانون. وغلب التهور العقلانية.. وسحب الباطل البساط من تحت أقدام الحق.. وخرجت القلة تساند الاستقرار.. وتظاهر البعض لمناصرة الظالمين.. وتجمع الأشرار لتشجيع المعتدين..!!
حدث هذا مع حسام حسن.. الذي اعتدي بالضرب والسحل علي "مصور".. وجرده من كرامته وعزته.. وعندما تصدي له القانون.. وجد من يناصره ويشجعه ويدفعه لارتكاب المزيد من الجرائم.. وخرجت المجموعات تطالب بالإفراج عنه تحت مسمي "لا تهدموا تاريخ مصر"..!!
صحيح حسام حسن مدرب قدير. ولاعب كبير.. لكنه اعتاد الاعتراض وهوي التذمر.. لا يرضي أبداً بقرار حكم.. ولا يقبل رأياً لأحد.. ولا يوافق علي وجهة نظر مخالفة.. هو الحق دائماً ودونه الباطل والضلال.. مع أن تاريخه يحمل الكثير من الزلات والسقطات.. وطالما اصطدم وتشاجر وتعرض لعقوبات علي مدي مسيرته الكروية.. وإذا خدم مصر كما يزعمون.. فإنه تلقي وتقاضي المقابل الذي يتجاوز حجم خدماته بكثير وإلا ما صار بهذا النفوذ وتلك المكانة التي اهتزت بشدة..!!
نفس الحال مع الألتراس.. الذي أضاع أكثر من مبادرة للتفاهم والتقارب.. رافضاً الانصياع للوائح والقوانين.. ودأب علي التخريب والاعتداء.. وعندما يقع أحدهم تحت طائلة العقاب الرادع.. يتقدم المناصرون للباطل مطالبين بالعفو والإفراج.. ليتمادي الشباب المتهور في غيه وضلاله..!!
يثور المنفلتون وتتعالي صيحاتهم.. إن تم ضبط طالب غشاش.. أو أحيل سائق متهور للنيابة.. أو القبض علي متاجرين بقوت الشعب.. أو متظاهرين بلا تصريح.. متهمين الشرطة بالإفراط في استخدام القوة.. مطالبين بكل ما لا يسمح به القانون..!!
حتي عندما تنقطع المياه أو الكهرباء عن حي أو قرية.. يخرج الأهل والسكان لغلق الطرق وتعطيل مسارات القطارات.. وحرق الإطارات.. والتهديد بمزيد من التخريب والتكسير لمنشآت الدولة!!
لقد استشرت تلك الظواهر.. واقتربت لتصبح من العادات والتقاليد.. الأمر الذي ينذر بالخطر الداهم.. ويهدد بانحلال المجتمع.. وتصدع ركائزه.. وضياع التلاحم والترابط بين أبنائه.. ويهدد باهتزاز هيبة الدولة.. لأن الخارجين والمارقين.. لا يريدون كما يزعمون "حماية تاريخ مصر".. بقدر ما يسعون لهدم القانون وإبطاله!!
لذا.. "لا تهدموا قانون مصر".. ولا يمكن السماح لهذا تحت أي ظرف.. بل ينبغي إعماله وتفعيله وتطبيقه علي الكبير قبل الصغير.. والغني مثل الفقير.. والمشهور والمغمور دون تفرقة.. ولابد من مواجهة كل متسبب وأي معتد.. وكل من تسول له نفسه الافتراء علي خلق الله.. مدعياً أنه خدم مصر.. فخدام مصر الحقيقيين لا يعرفون أبداً أساليب التعالي والتجبر.. بل دائماً يقدرون هيبة الدولة.. وينحنوا أمام القانون..!!