الجمهورية
احمد الشامى
عودة الطاغية
عاد الطاغية رجب طيب أردوغان. إلي الحكم بعد ساعات من انقلاب الجيش عليه والاطاحة به بسبب استبداده. ولم تكن فكرة إخفاء الرئيس التركي من علي الساحة السياسية وليدة اللحظة. بل أن هناك تغيرات كثيرة في تركيا والعالم كله كانت تتطلب انتهاء دوره في المنطقة. بعد أن أصبح رئيساً مارقاً يتسبب في تهديد السلام العالمي. يأتي في مقدمتها دعمه للإرهاب في الشرق الأوسط خصوصاً "داعش" وتنظيم الإخوان" الذي يقيم غالبية قياداته في أنقره واسطنبول. فضلا عن محاولته تحويل النظام السياسي في تركيا إلي "رئاسي" ليمسك بكافة مقاليد السلطة. والأهم من ذلك أنه تمرد علي أفكار مصطفي كمال أتاتورك. مؤسس تركيا الحديثة عقب الحرب العالمية الأولي والذي ألغي الخلافه الإسلامية وأعلن أن الدولة "علمانية" وخلال فترة حكم أتاتورك من 1923 وحتي وفاته عام 1938 اتخذ الكثير من القرارات لتطوير وعلمنة الجمهورية التركية من بينها الغاء منصبي سلطان الدولة العثمانية والخليفة. لكن ما يفعله أردوغان الان في تركيا تمرد علي الأسس الأيدلوجية التي قامت عليها الدولة والعودة بها إلي أيام "السلطنة" معتقداً أنها عزبة.
وفشل "تمثيلية الانقلاب" يعني أن أردوغان سيصبح أكثر استبداداً. وسيكون هناك رغبة من قبل الحزب الحاكم للسيطرة علي جميع مقاليد الحكم. ما سيؤدي لمزيد من الانقسامات داخل مؤسسات الدولة خلال الفترة المقبلة. وقد يؤدي ذلك إلي انقلابات جديدة بل وثورات شعبية للاطاحة بهذا الديكتاتور بعد أن أصبح يضطهد شعبه ويزج بالأبرياء في السجون ويقتلهم لمجرد الخلاف في الرأي. وتالياً أري أن أيام بقاء الطاغية في الحكم باتت معدودة. خصوصاً أن أمريكا وروسيا ودول أوروبا الغربية باتت علي يقين أن وجوده يهدد أمنها. إذ أصبح بوابة مرور لعناصر داعش وذئابه المنفرده إلي أوروبا وأمريكا. ولذا عاد الإرهاب ليطل بوجهه القبيح علي العالم. ليحصد أرواح 84 بريئاً في مدينة نيس الفرنسية. وعلي الرغم من تمدد فرق القتل علي يد "داعش" الذي يجد في سوريا والعراق وليبيا واليمن بيئة خصبة للتوغل. إلا أننا لن نكن نتوقع أن يصل إلي هذه المرحلة من "التوح"" إلا بمساعدة أردوغان. فأصبحت هجمات التنظيم الدامية في العالم بداية النهاية لإنهياره.
وإحساس قادة التنظيم بقرب إنتهاء "حلم الخلافة" وعودتهم إلي العمل السري. يجعلهم يفكرون في نقل معاركهم إلي أوروبا خصوصا فرنسا لتخفيف الضغط عنهم. لكن تنفيذ هذه الجريمة في هذه المدينة الساحرة وفي هذا الوقت من العام. يؤكد أن فرنسا مستهدفة ليس فقط من داعش لكن من مخابرات عالمية تدعمه. باعتبارها دولة صاحبة نفوذ ورؤية ومنافسة لأمريكا اقتصادياً. وضربها يسعي إلي إعادتها إلي حظيرة واشنطن. فالقتلة حريصون علي نشر العنف في كل دولة بل كل طريق وحارة في الشرق الأوسط والعالم كله. وهذا ليس غريباً طالما لازلنا نجد دولة غنية تدعم الإرهابيين وتستضيفهم علي أرضها وفي فنادقها وتفتح لهم القنوات الفضائية لينشروا أفكارهم الهدامة. خصوصاً قادة جماعة الإخوان الإرهابية. وسيكون المستقبل مجهولاً أمامنا ومجرد صور مبهمة في حال استمر العنف في المنطقة. خصوصاً أن الدعم له ليس فقط من دول كبري وغنية ولكن من منظمات دولية وعلي رأسها "اللطم الدولية" أو العفو الدولية كما تطلق علي نفسها والتي زعمت حدوث ارتفاع غير مسبوق في حالات الاختفاء القسري في مصر عام 2015.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف