المساء
ايمن عبد الجواد
باختصار- فتنة إسلام بحيري!
لو أن شخصاً ادعي أنه طبيب وفتح عيادة لعلاج المرضي. هل نلوم نقابة الأطباء إذا تدخلت لكشفه واتخاذ الإجراءات القانونية تجاهه؟!
وبنفس المنطق.. عندما يطلب الأزهر الشريف وقف برنامج ما لأنه يزيف الحقائق ويعمل علي تشويه الدين الاسلامي. هل يكون قد أقدم علي عمل ديكتاتوري يقيد الحريات؟!
هكذا يحاول البعض ممن اعتادوا السير بمنطق "خالف تُعرف" تصوير الأمر للناس. واستخدموا كلمة "حرية" ذريعة للهجوم علي الأزهر. وهي كلمة نبيلة ارتكبنا باسمها الكثير من الجرائم في حق ديننا ووطننا.
لن أخوض مثل غيري في علم "إسلام بحيري" وهو بالمناسبة يقول إنه حاصل علي الماجستير من جامعة ويلز في موضوع تجديد مناهج الفكر الاسلامي. ولن أسأل أيضاً عن قيمة تلك الشهادة وحجمها في مواجهة علماء كبار نثق في علمهم مثلما نثق في إخلاصهم وصدق نواياهم؟!
ولكن سأسأل: ما الهدف من حملات التشكيك المستمرة في الأصول والتراث وبعصبية من لا يملك منطقاً أو حجة في مواجهة خصومه. وهو ما يتعارض مع أخلاق المسلم العادي وليس العالم بحلمه وأخلاقه قبل علمه وورعه؟!
الأمر غير قاصر علي "إسلام بحيري" بل يتعلق بظاهرة أبتلينا بها مؤخراً. فلم يعد غريباً أن يصدمك أحد مدعي العلم علي إحدي الفضائيات وهو ينشر سمومه وأفكاره الغريبة بين الناس. بالطعن تارة في صحيح السنة وكيل الاتهامات للأئمة الكبار وتارة أخري بإثارة الشبهات حول أصول وثوابت الدين وكله تحت لافتة تجديد الخطاب الديني.
وكأن التشكيك في الدين والتطاول علي العلماء هو الطريق الأمثل لتنفيذ تلك الغاية أو أن الأمر يستدعي تشويه تراث الأمة وهدم الدين من الأساس ثم إعادة بنائه علي الطريقة التي ترضي هؤلاء.
الموضوع أصبح سخيفاً وتجاوز كل الخطوط الحمراء. وتصوروا لو ان نفس الأفكار صدرت عن قناة أوروبية ماذا يمكن أن يحدث. وهل كنا سنصمت ونتعامل مع الأمر علي أنه حرية رأي أم نقيم الدنيا ونتهم المؤسسة الدينية بالتخاذل ونطالب بغلق القناة أو حتي قطع العلاقات مع الدولة التي سمحت بإذاعة هذا الهراء؟!
إننا نعاني من خلط واضح وممنهج بين حرية التعبير والفوضي بقصد أو بحسن نية مما أتاح الفرصة لكل من هب ودب أن يتحدث في الدين دون أن يقول لنا ما هي شهاداته العلمية أو هدفه من ترويج ما يقدمه من أفكار تتعارض مع الإجماع!!
وواجب الدولة- قبل الأزهر- أن تتصدي لمثيري الفتن عبر قوانين تنظم عمل الفضائيات بما يحمي الحريات وفي الوقت نفسه يحافظ علي أخلاقيات وقيم وثوابت المجتمع.
تغريدة:
مع إبرام الاتفاق النووي بمباركة أمريكا والقوي الكبري. هل تعود إيران الي لعبتها القديمة وتقوم بدور شرطي المنطقة؟!
أفيقوا يا عرب!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف