المساء
مؤمن الهباء
شهادة السلام الدافئ "2"
تنبهت السلطة الفلسطينية إلي خطورة الأكاذيب التي يروج لها الإرهابي نتنياهو بشأن ¢السلام الدافئ¢ مع العرب عموما ومصر خصوصا.. يقول نتنياهو إن قناعة إسرائيل كانت قائمة علي أن السلام مع الفلسطينيين سيقود إلي سلام شامل مع العرب.. لكن التطورات المتلاحقة أثبتت العكس.. فالعلاقات المتنامية مع دول عربية مؤثرة هي التي يمكن أن تقود إلي سلام راسخ مع الفلسطينيين.. ويقول أيضا إن العرب اكتشفوا مع الوقت ان إسرائيل ليست العدو.. وإنما يمكن أن تكون حليفا موثوقا به في الحرب ضد العدو الحقيقي الذي يتربص بهم وبإسرائيل علي حد سواء وهو ¢الإرهاب الإسلامي المتطرف¢.
يضاف إلي ذلك التسريبات المقصودة التي تنشرها آلة الدعاية الإسرائيلية بشأن النشاط العسكري الإسرائيلي ضد الإرهابيين في سيناء.. والتسريبات الخاصة بتفاصيل لقاء سامح شكري وزير الخارجية مع نتنياهو في القدس.. والتي لا تخفي أهدافها علي أحد.. وبالذات فيما يتعلق بحرص شكري علي مشاهدة نهائي مباراة الدوري الأوروبي مع نتنياهو في بيته بالقدس المحتلة.. وقوله عن الإسرائيليين إنهم منا ونحن منهم.
يؤكد بيان وزارة الخارجية الفلسطينية علي أن نتنياهو يصر باستمرار علي الادعاء بتطور العلاقات الإسرائيلية العربية.. وأن هذه العلاقات قد تطورت بعد ظهور أعداء مشتركين يهددون الجميع.. وأن نتنياهو يسعي من خلال حديثه عن تقدم في العلاقات مع العالم العربي إلي توجيه رسائل سياسية إلي أكثر من جهة.. فمن ناحية يرغب في أن يظهر للداخل الإسرائيلي انه يحقق انتصارات وانجازات دبلوماسية وأن حكومته لا تعاني من أية عزلة.. كما يحاول الترويج بأن السلام من خلال البوابة الاقليمية مازال ممكنا بهدف قطع الطريق علي جهود السلام الدولية.
وقد تحدث نتنياهو كثيرا عن السلام مع العرب الذين تحولوا صوب إسرائيل عندما أدركوا أن مصالحهم معها خلال جولته الافريقية الأخيرة.. وكأنه يقول للأفارقة: ¢انظروا.. إن العرب الذين تقاطعوننا من أجلهم قد جاءوا إلينا بحثا عن مصالحهم وهم أصحاب القضية.. فلماذا تتأخرون أنتم.. ولأي شيء تقفون مع فلسطين والفلسطينيين.
ولا يتوقف نتنياهو عند هذا الحد.. فرغم هذه الحميمية الزائفة لا يتوقف عن الإساءة للعرب عموما ولمصر خصوصا.. وفي الكلمة التي ألقاها مؤخرا أمام البرلمان الاثيوبي والتي استغرقت 13 دقيقة كان واضحا جدا في كراهيته لمصر والمصريين.. فقد ذكرها مرتين.. وربط بينها وبين العبودية بينما ربط بين إسرائيل واثيوبيا والحرية والتحرر.. ناهيك عن إعلان حرب المياه علي مصر.
قال نتنياهو طبقا ¢لما نشرته¢ المصري اليوم في 13/7/2016: ¢ميلاد الشعب اليهودي بدأ بالحصول علي حريته والخروج من مصر.. فقد خرجنا من العبودية للحرية.. إلي أرضنا.. أرض إسرائيل.. وإن من يريد استكمال حريته وبناء دولته فلينعتق عن مصر.. وإذا رغبتم في ذلك فلن يكون هذا حلما.
وهكذا يربط نتنياهو بين مصر والعبودية.. وبين إسرائيل ومن يريد الحرية وبناء الدولة القوية.
ثم انه لم ينس الإشارة إلي الفوائد الكبيرة التي ستجنيها اثيوبيا بعلاقاتها مع إسرائيل والمجالات العديدة التي ستدعم فيها حكومته الشعب الاثيوبي كي يشعر بثمار هذه العلاقات.. وأهم هذه المجالات ¢إدارة المياه¢ وأخطر ما قاله في هذا الشأن هو: ¢نعمل معا من أجل أن تصب المياه في أي اتجاه تريدون¢.
هذه الإشارات الخبيثة نفهمها نحن المصريين جيدا.. ونعرف مغزاها.. ونتمني أن تكون مجالا للتحليل والتحري قبل أي كلام يدغدغ المشاعر عن ¢سلام دافئ¢ ليس له أي ظل في الحقيقة مع عدو غادر مراوغ.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف