الجمهورية
جلاء جاب اللة
برنامج رئاسي لتأهيل الدعاة.. ضرورة
مازالت المعركة "الكلامية" سجالاً حول الخطبة المكتوبة.. حتي أخذت أكثر من حقها.. ولقد قرأت الخطبة الأولي المكتوبة فوجدتها رائعة ودرساً دينياً عملياً علي أرض الواقع.. وفي نفس الوقت فإنني أحترم كثيراً من الاعتراضات عليها ولكن ليس لهذه الدرجة..!!
هذه المعركة دعتني لأن أخاطب الرئيس عبدالفتاح السيسي مباشرة لأنني أثق في إيمانه وهو وان كان علاقة بين العبد وربه إلا أن للإيمان علامات.. وأثق أن الرئيس السيسي يسعي بكل إخلاص إلي تجديد الخطاب الديني بما يتفق مع حقيقة الإيمان.. ودافع الإنسان لذلك فإنني أطالب الرئيس بدراسة إمكانية تنظيم "برنامج رئاسي لتأهيل الدعاة" علي غرار البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة.. ولنبدأ بشباب الدعاة فهم أولي بذلك الاهتمام من خلال البرنامج الرئاسي.
إن اطلاق برنامج رئاسي لتأهيل الدعاة سيعطي خطة التأهيل دفعة معنوية وعملية رائعة ويؤكد علي حقيقة الرؤية المصرية للعمل الدعوي وأنه عمل مرتبط بالدين وليس بالسياسة وعمل مرتبط بحقيقة الإيمان وليس بدوافع أو أهواء.
رعاية الرئيس بنفسه للبرنامج الرئاسي لتأهيل الدعاة ستقدم لمصر وللأمة الإسلامية دعاة وسطيين من الشباب الذين هم ــ كما يقول الرئيس دائماً ــ "أمل مصر" بحماسهم الوطني وكفاءتهم العلمية وبهم نبني مصر المستقبل وبإخلاصهم ستحيا مصر.. وانه بشباب الدعاة سيتم تجديد الخطاب الدعوي.. وبهم سيتم تأكيد المعني الحقيقي الصحيح لتجديد الخطاب الديني اتفاقاً مع قول رسولنا الكريم في إنه علي رأس كل مائة عام سيأتي من يجدد لنا ديننا. وبهم أيضا سيتم تجديد الخطاب الحواري والثقافي من منظور ديني.
وكما يهدف البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة لإنشاء قاعدة شبابية من الكفاءات القادرة علي تولي المسئولية سياسياً وإدارياً ومجتمعياً من خلال تأهيلها بأحدث نظريات الإدارة والتخطيط العلمي والعملي واختبار قدرات هؤلاء الشباب علي تطبيق الأساليب والطرق الحديثة بكفاءة عالية لتكون نواة حقيقية لمجتمع يفكر.. ويتعلم.. ويبتكر فإنه علي نفس الطريق ونفس المنهج والرؤية يكون البرنامج الرئاسي لتأهيل الدعاة من خلال إنشاء قاعدة من الدعاة شباباً وشيوخاً من الكفاءات القادرة علي الدعوة من خلال فكر صحيح وعلم.. وقدرة علي التواصل والفهم والمواجهة واستغلال التكنولوجيا الحديثة وفهم نظريات الإعلام والتواصل ودراسة علم النفس الاجتماعي وعلم النفس السياسي.. ليكون هؤلاء الدعاة هم الوجه الصحيح للدعوة الدينية السليمة البعيدة عن الغلو والتطرف.. والبعيدة عن التساهل وإضاعة الحقوق.. فالوسطية هي الاعتدال.. وما شاق أحد هذا الدين إلا غلبه كما قال الحبيب المصطفي.
مصر.. بل العالم الإسلامي كله في حاجة إلي هذا البرنامج الرئاسي.. وأكرر.. الرئاسي.. لأن ارتباط هذا البرنامج بالرئيس عبدالفتاح السيسي سيمنحه القوة والقدرة علي الانطلاق.
اللهم إني بلغت.. اللهم فاشهد..!!
يوليو.. الثورة.. والتأميم
بعد غد السبت تأتي ذكري ثورة يوليو المجيدة وبعدها بثلاثة أيام تحل الذكري الستون لتأمين قناة السويس.. وبعدها بحوالي عشرة أيام فقط تحل ذكري غالية لقناة السويس أيضا وهي ذكري انطلاق القناة الجديدة.
أسبوعان من الذكريات التي تحمل عبقاً من التاريخ.. والمعاصرة هل نستطيع أن نستفيد منها؟
أعتقد أنه قد حان الأوان لنستفيد عملياً وعلي أرض الواقع من هذه المناسبات.. وبدلاً من الدخول في جدل عقيم حول 25 يناير و30 يونيو وينتقل بعد ذلك إلي 23 يوليو.. أعتقد أننا يجب أن نتوقف عن هذا الجدل العقيم والحديث عما فات.. وما كان يجب أن يكون ونتحدث عن الدروس المستفادة.
لقد تعلمنا درساً من 23 يوليو ونجحنا فيه بامتياز في 30 يونيو عندما حاول البعض جر مصر إلي معارك خارجية تحت دعاوي عديدة ولأننا في هذه المرة تعلمنا الدرس وقرأنا جيداً تاريخنا المعاصر منذ محمد علي حتي جمال عبدالناصر فقد خرج السيسي منها سالماً معافي والحمدلله.
نفس الدروس نحن في حاجة إليها مع احتفالنا بثورة يوليو.. فقد كان هم جمال عبدالناصر الأول هو "الغلابة" وهو نفس هم السيسي مع الفارق في الأسلوب والذي كان طبيعياً بسبب الفارق في الواقع المعاش.
جمال عبدالناصر جاء في ظرف تاريخي وسياسي مختلف.. فكان قانون الإصلاح الزراعي الذي أعاد للفلاح قيمته.. وها هو السيسي بعد 30 يونيو يضع أساس التأمين الصحي للفلاحين ووضع نظام لتوريد القمح ــ برغم وجود لصوص ومستغلين ــ إلا أنه نظام نجح في إعادة الاعتبار للمحصول الأولي بالرعاية في مصر.. وها هو مشروع الـ 5.1 مليون فدان.. ومشروعات أخري لصالح الفلاحين بلغة العصر.
لقد اهتم عبدالناصر بالقرية المصرية وبالعامل المصري وأنشأ المصانع.. وها هو الرئيس السيسي أيضا يوقف الاستيراد الاستفزازي ويضع خطة التصنيع من خلال أسلوب جديد في إدارة المناطق الصناعية وبدلاً من الاستيراد تكون المصانع المنتجة هي المورد لنا.. ولإفريقيا.
** إذا كان الإنسان المصري هو الهدف منذ 64 عاماً.. والآن.. فما هي المشكلة إذن؟
هذا هو الدرس الذي يجب أن نهتم به الآن بعد 30 يونيو.. ونحن نحتفل بذكري ثورة يوليو ..1952 فالإنسان المصري هو الهدف ولكن الطريق والطريقة مختلفة.
مثلاً: مشروع الأسمرات الذي كان باكورة الاهتمام بالعشوائيات ونقلها إلي مكان لائق بالإنسان المصري "البسيط جدا".. لا يحتاج فقط سكناً مميزاً وخدمات.. بل يحتاج أيضا ضوابط وقانونا صارما يتم تطبيقه حتي نحافظ علي الإنجاز.. وأمامنا نموذج المساكن الشعبية التي أنشأها عبدالناصر نموذجا..!!
المصري البسيط عندما يعيش خارج مصر يلتزم بالقوانين ويكون نموذجاً.. ولكنه في مصر يظل عشوائياً.. لأننا لا نطبق القانون كاملاً.. ولدينا عشوائية في تطبيق القانون ومازال هناك مجال للمحسوبية والمجاملة في بعض الأماكن..!!
لا يمكن أن يتغير الإنسان المصري بين يوم وليلة لكنه في حقيقته رائع ومميز.. وعندما حدثت الفوضي التي لحقت بثورة 25 يناير.. تغير السلوك المصري بل أصبحت العشوائية منهجاً في الحياة.. والآن ونحن نحتفل بثورة يوليو فإننا في حاجة إلي إعادة الروح للإنسان المصري.. إعادة الروح للحياة المصرية من خلال العدالة والمساواة وتطبيق القانون علي الجميع سواسية..!!
أزمتنا أننا إذا كانت المشكلة تخصنا طالبنا بالاستثناء وتجاهل القانون.. وإذا كانت المشكلة تخص غيرنا طالبنا بالعدالة والمساواة وتطبيق القانون.. ليست حالة من الانفصام والازدواجية بل هروب من الواقع بحثاً عن مصلحة ذاتية.. وعندما يطبق القانون بعدالة ومساواة والتزام علي الكبير قبل الصغير فإن الإنسان المصري الحقيقي سيكون أول الملتزمين والموافقين حتي لو كان مضاراً لبعض الوقت.
الحديث عن الذكري الستين لتأمين قناة السويس والذكري الثانية لافتتاح القناة الجديدة له حديث آخر وتساؤلات أخري أراها ضرورية جداً الآن..!!
همس الروح
** ما الحب إلا للحبيب الأول.. ولكن من هو الأول في الحقيقة؟
** الحب هو ما نحتاجه فعلاً في هذه الحياة ولكن لكل منا مفهوم خاص عن الحب.
** الحب عبر الإنترنت الآن أكثر سخونة لكن بلا روح.
** اسأل نفسك أولاً: هل تحب؟
فإن كنت تحب نفسك فتلك هي البداية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف