المساء
أحمد معوض
كلمة ونصف .. أصحاب الأعراف
مازالت نسمات ونفحات شهر رمضان الكريم تهفهف علينا. ومازلنا نتمسك بتلابيبه من خلال صيام الستة أيام من شوال. ولا يحلي الصيام إلا بقراءة القرآن. كتاب الله. الذي تتجدد معجزاته مع كل مرة تقرأ فيها آياته. والعبرة في القراءة هنا بمدي التدبر والتعقل فيما نقرأ. وهو ما أمرنا به المولي عز وجل في أكثر من موضع: "أفلا يتدبرون القرآن". "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته".
ولآن القرآن الكريم معجزة قائمة إلي يوم الدين. فلابد وأن تكتشف فيه كل يوم جديدا. هذا ما لمسته وأنا أقرأ أية في سورة الأعراف. قرأتها من قبل عشرات المرات. لكن هذه المرة توقفت عندهها ولم أبحث عن تفسير لها. فقد وجدت تفسيرها يشق طريقه إلي قلبي. كأنه نور يتسلل إلي ظلام دامس.
الآية تقول: "وبينهما حجاب. وعلي الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم. ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم. لم يدخلوها. وهم يطمعون".
أنظروا إلي البلاغة والرحمة في قوله تعالي: "لم يدخلوها" حرف واحد فقط في كلمة "لم" لو كان تبدل بحرف النون "لن" لحرمت الجنة علي أصحاب الأعراف أبد الأبدين. ولكن رحمة المولي عز وجل. وإعجاز اللغة العربية في استخدام "لم" لنترك باب الجنة لهم مفتوحاً باذن الله.
وأصحاب الأعراف لمن يعرفهم. هم أناس تساوت حسناتهم وسيئاتهم في الدنيا. وينتظرون أن يفصل الله في أمرهم يوم القيامة. إما إلي الجنة أو إلي النار.
لست ممن يعانون فوبيا الأماكن المغلقة. ولكن ما من مرة أركب فيها "الأسانسير" في أية بناية إلا وأتذكر قول الله تعالي: "فلولا أنه كان من المسبحين. للبث في بطنه إلي يوم يبعثون".
"اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا وجلاء همنا وونيساً لنا في قبورنا وشفيعاً لنا يوم القيامة. اللهم علمنا منه ما جهلنا. وذكرنا منه ما نسينا" .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف