طارق مراد
ملايين الهولندي في الأهلي.. "ليه"؟
من الطبيعي أن يثور ويغضب أعضاء مجلس إدارة النادي الأهلي بعد أن فاجأهم رئيس النادي المهندس محمود طاهر بتجديد الثقة في مارتن يول المدير الفني الهولندي للفريق الأول لكرة القدم رغم حالة الانهيار البدني والمعنوي والفني التي وصل إليه الفريق في مبارياته الأخيرة.. وكانت محصلة هذا التدهور أن الأهلي "بات قاب قوسين أو أدني" من الخروج من بطولة الملايين الأفريقية لدوري الأبطال بعد الخسارة من زيسكو الزامبي بملعبه ثم السقوط أما آسيك بطل كوت ديفوار باستاد برج العرب ثم التعادل أيضاً بنفس الملعب ووسط جماهيره مع الوداد المغربي ليتأكد للجميع علي أرض الواقع أن الهولندي مارتن لم يضف أي جديد للفريق فلا بصمة له.. ولا تطور حدث لأداء بعض اللاعبين.. ولا هو اكتشف لاعباً ممن تعاقد معه الأهلي في الموسم الماضي وقدمه لنا بصورة تضيف للفريق.. أما قضية فوز الأهلي بالدوري فأعضاء المجلس والكثيرون المقربون منهم لديهم قناعة بأن استعادة الدرع جاء بفضل نتائج الآخرين والتي تمثلت بشكل خاص في تراجع نتائج منافسه التقليدي الزمالك حامل اللقب هذا الموسم ناهيك عن المبلغ الخيالي الذي يحصل عليه مارتن يول شهرياً ويصل إلي 200 ألف دولار.. والسؤال هنا ما هي المعجزة التي يفعلها هذا الهولندي ليحصل علي راتب شهري يتخطي حاجز الـ2 مليون جنيه مصري.. فالدوري الذي حصل عليه مع الأهلي يحمل رقم "38" في تاريخه أي أنه لم يضف أي جديد فالدرع ليس بغريب علي الأهلي.. أم المعجزة أنه يدخل غرفة مغلقة ويقوم بتصنيع لاعبين علي يديه.. إن شيئاً من هذا لم ولن يحدث بل أن البطولة الأفريقية القارية التي يمكن أن يقاس عليها إمكانيات وكفاءة مدرب يتقاضي مثل هذا المبلغ الخيالي المستفز فشل فيها هذا الهولندي المعجزة.. ولكن من الواضع أن رئيس النادي الأهلي عاد يكابر ويعاند ويصر علي استمرار وبقاء مارتن يول وكأنه بات يهوي السير ضد التيار ناسياً أن لأي الأغلبية يكون هو الأصوب دائماً مثلما حدث عندما أصر علي استمرار جاريدو الإسباني حتي ثبت أنه كان علي خطأ كبير جداً.. وخسر معه الأهلي فلوسه وسمعته بعد أن فقد كل البطولات التي شارك فيها والمثير للدهشة وللأسف أنه ظل حصول الهولندي مارتن يول علي هذا المبلغ المستفز الخيالي وبالعملة الصعبة التي تمثل إحدي التحديات الاقتصادية للدولة نجد أن مجلس الإدارة لم يلتزم حتي اليوم وبعد مرور أكثر من عامين علي توليه المسئولية بوعوده لرجال قطاع الأمن بالنادي عندما قطع محمود طاهر وعداً علي نفسه خلال حملته الانتخابية بتعديل مرتبات رجال قطاع الأمن والذين يتقاضون ملاليم بينما الخواجة الهولندي يحصد الملايين.. والمثير للأسف أيضاً أن أعضاء مجلس الإدارة يرددون نغمة تعديل مرتبات قطاع رجال الأمن ولكنها مجرد وعود براقة للاستهلاك المحلي سرعان ما تتبخر وتذهب أدراج الرياح.. وعلينا أن نتخلص من عقدة الخواجة.. لأن أداء الأهلي بهذا الشكل المتواضع في ظل استمرار الهولندي لا يبشر بالخير.. طالما أنه لم يستطع الاستفادة من صفقات الموسم الماضي.. فلا يحاول أن يقنعني أحد بأنه قادر علي توظيف الصفقات الجديدة