المساء
سامى عبد الفتاح
قرارات جريئة من مرتضي وطاهر
ظاهرة إيجابية جداً. أظهرت أن فكر الإدارة الرياضية في أنديتنا قد تطور تطوراً كبيراً. وأرجو ألا يكون صدفة.. وذلك بقبول وتسهيل انتقال نجوم الكرة المصرية للاحتراف واللعب في الخارج سواء عن طريق البيع أو الاعارة. والتطور الذي جاء. متأخراً جداً. يخص اللاعبين صغار السن. الذين أثبتوا موهبتهم بشكل مبكر. ولمع بريقهم بصورة تسبق خبراتهم وسنواتهم في الملاعب.. وكنا في السابق. ننظر الي مسألة احتراف أي لاعب في الخارج علي أنها يجب أن تكون تكريماً له علي مشواره الطويل مع ناديه. وحتي يعمل قرشين يؤمن به مستقبله قبل الاعتزال.. فعلنا ذلك مع أبو تريكة ووائل جمعة وشيكابالا وأحمد فتحي. وحتي عماد متعب. ونتيجة لهذا الفكر العقيم. ما كان اللاعب يأخذ وقتاً لعمل القرشين. ولا يترك علامة لفترة احترافه في الخارج. كما أن ناديه لم يستفد منه بالقدر المناسب لنجوميته. ليعود إليه دون مستواه. فلا يجد أمامه سوي الاعتزال الإجباري.
أما ما حدث مؤخراً من فتح الباب لاحتراف رمضان صبحي في ستوك سيتي الإنجليزي. وعمر جابر في بازل السويسري. وإعارة محمود كهربا الي اتحاد جدة السعودي. وحتي الجابوني إيفونا الي الدوري الصيني. رغم أنه ليس مصرياً وإلا أن سجل أكبر صفقة احتراف "صادر" في تاريخ الكرة المصرية. مثلما سجل أكبر صفقة "وارد" إليها العام الماضي.. لذلك فإن إيفونا يدخل ضمن القرارات الجريئة للإدارة الكروية هذا الموسم.. فما حدث. لابد أن يحسب في اطار التطور لفكر الإدارة. وربما يكون فيه شيء من الصدفة أن يتنازل الأهلي والزمالك معاً. في توقيت متقارب عن هؤلاء النجوم الأربعة. والمؤثرين جداً في فرقهم. والتي ستعاني حتماً لغيابهم في الموسم الجديد. لأن أياً كان البديل القادم لن يكون علي المستوي المهاري لهؤلاء اللاعبين.. وربما يظهر لاحقاً من هو أحرف منهم وأقوي وأمهر. ولكن ليس في الجيل المنظور حالياً.. لذلك أتمني لصبحي وجابر وكهربا. أن يضعوا نصب أعينهم حالة النجاح المتميزة لكل من محمد صلاح ومحمد النني وأحمد المحمدي ومحمد عبدالشافي.. صبحي وجابر وكهربا. يملكون المهارة والموهبة بلاشك إلا أن الأهم هو الإرادة. وفهم حقيقة تغيب عن كل لاعب ذهب للاحتراف في الخارج. وهي أن انتقاله من ناديه المصري الي النادي الأوروبي. ليس هو غاية المراد. والحلم السعيد. لكنها مجرد خطوة لخطوات احترافية أكبر وأقوي وأكثر فائدة مادية وفنية. وهذا ما فعله بالضبط صلاح والنني. وربما هذا أيضاً ما جعل هال سيتي يرفض التفريط في المحمدي. رغم العروض التي تنهال عليه. ولكن هال سيتي يخشي الانهيار لو رحل المحمدي في الوقت الراهن.. فيتم تقديره وتعويضه.
لقد اتخذ مرتضي منصور قراراً مؤلماً بالاستغناء عن عمر جابر وكهربا. وكذلك فعل المهندس محمود طاهر. بقرار أكثر إيلاماً بالاستغناء عن صبحي وإيفونا. إلا أنهما في الحقيقة. قراران في منتهي الشجاعة. الأهم أن تكون هذه الخطوة. سياسة مستديمة. بالسماح لأصحاب المواهب بالحصول علي فرص الاحتراف القوية. وليست مجرد صدفة لن تتكرر. لنعود للخلف عشرات الخطوات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف