ستتركه دون ندم علي انك كنت معه وتراه وتتعايش داخله ولن تأسف علي ما دفعته فيه.
لأنه منحك جرعة كافية واعطي من حولك حقهم كاملاً.
انه فيلم من 30 سنة والذي يعيدك الي أفلام زمان ورائحة الماضي حيث القيم والمبادئ أهم من المال والثورة.. وأصحاب النفوس الطيبة هم الفائزون.. وما كن نردده علي أيامنا.. علي نياتكم ترزقون.
الفيلم يحمل عائلتين رب الأولي محمود الجندي.. أب طيب كريم.. يفرد مائدة بيته بكل ما عنده ويفتح بابه لكل الأقارب والحبايب.. وحين يسأله البطل كيف يفعل ذلك وهو لا يملك فيرد ردود أبي وأبيك علي أيامنا.. الموجود يسد.. والرزاق ربنا.. وجمل حفظناها ولم نعد نسمعها فما من أحد يمد اليد بما فيها للغير.. بل يطبقون عليها خوفاً من الغد.. مع أن ما فيها كثير وأكمل بما كان.. "ماتهونشي إلا علي الغلبان" ومحمود الجندي والد مني زكي.. شاعره "حلمنتيشي" تعيش حياتها بعفوية وبساطة جينات وطبع ورثته من أب وأم طيبين.
العائلة الثانية ستراها في أول مشهد تسعة أفراد ينتظرون وصول العاشر من السفر.. بعد ان صار مليارديرا أول ما تفكر فيه ابنة العم ان تتزوجه لتحصل علي ثروته وهي التي لفظته قبل السفر لفقره رغم حبه الشديد لها الأم الكبيرة مصابة بالزهايمر وبالطبع هو مقصود ان العقول غير مرشدة.. كما انه اختار للأسرة مهنة تجارة السلاح اشارة لأنهم لا يعيشون في سلام.
ولأن المؤلف أيمن بهجت قمر فكل كلمة لها غرض.
قسمة مكتوبة
ثري العائلة هو شريف منير وصل ليخبر الأسرة انه سيقسم ثروته عليهم بالتساوي لكنها نقود ملعونة تصيب من تصل اليه بمصيبة.. وبدأت المصائب.. بوفاة واحد وراء الآخر بعد ان همس أحد المجاذيب في أذن منير بانه سيقتل تسعة وهو عدد أفراد أسرته.. الذين بدأوا في التساقط واحداً وراء الآخر ولم يبق سوي "أحمد السقا" الذي ادعي من البداية انه لا يريد المال بعد اللعنة التي حلت علي الجميع من حوله ويحاول الزواج من مني زكي فيفاجأ بأن الثري الملعون تزوجها فيذهب اليها ويخبرها ان هذا الزوج هو بنفسه من قتل أسرته وانه لم يأت بثروته من العمل في أوروبا وانما كان مسجوناً وخرج بما سرق وكشف لها تفاصيل كل عملية قتل.
صارحت الزوجة زوجها فانكشف كل شيء.. أحمد السقا وشريف منير معاً شركاء الجريمة وهما القتلة والسبب ان أهلهما ظلموهما من 30 سنة واجبراهما علي التنازل عن أي ميراث لهما.
انه الظلم الذي أشار اليه الكاتب أحد أسباب الجريمة خاصة حين يأتي من أقرب قريب.
طول.. العمر
وتأتي النهاية ومني زكي الصعلوكة البسيطة ترث كل الثورة.. وتجلس علي مائدة ابيها الممتدة ليطعموا الجميع.. ولنتذكر حكاية مرزوق.. و"السلطانية" فحين خرج الأب ليبحث عما يطعم به أولاده وقذفه الموج بعيداً.. لم يكن معه سوي "سلطانية" سيملؤها بالأكل لصغاره فقدمها للسلطان البعيد فكافأه بالحرير والذهب.. وحين حمل الطماع كل ثروته للسلطان لم يمنحه السلطان سوي.. السلطانية.
انه أجمل ما في الفيلم والحياة.. الرضا والنوايا الطيبة.. أغلي من كنوز الدنيا.. من ثلاثين سنة وطول العمر.