الجمهورية
بسيونى الحلوانى
فرحة الإخوان".. بخيبة "أردوغان"
عاشت عناصر جماعة الإخوان داخل مصر وخارجها ساعات غم ونكد وحزن مساء يوم الجمعة الماضي بعد أن نقلت شاشات الفضائيات أنباء وصور الانقلاب العسكري علي معبودهم التركي وربهم الأعلي "رجب طيب أردوغان".. ثم سرعان ما تحول الغم والنكد مع صباح السبت إلي سعادة بالغة وفرحة عارمة وحالة هيجان علي "الفيس بوك وتويتر" بعد انتهاء المسلسل رديء الإخراج للممثل التركي الفاشل اردوغان ولاتزال سعادتهم مستمرة رغم كل ما يرتكبه الرئيس التركي الآن مع شعبه من جرائم. يمكن أن تكون وبالا علي جماعة الإخوان في كل الدول العربية وليس في مصر وحدها في المستقبل.
سعادة إخوان مصر بعودة "أردوغان" كانت غامرة وصاحبتها تعليقات مستفزة ومسيئة لمصر قيادة وجيشاً وشعباً علي مواقع التواصل الاجتماعي.. مع أن الرئيس التركي كشف عن وجهه القبيح وأكد للعالم كله أنه ديكتاتور لا علاقة له بالديمقراطية التي يتشدق بها من قريب أو بعيد.. كما أنه لا يحمل صفة واحدة من صفات الحاكم المسلم بعد أن أباح لبلاده فعل كل المنكرات وارتكاب كل المحرمات الشرعية من مكاسب اقتصادية وإرضاء أسياده في الاتحاد الأوروبي لكي يرضوا عنه ويوافقوا علي ضم بلاده إلي الاتحاد الذي بدأت دول الغرب الكبري تفكر بجدية في تفكيكه والتخلص منه.
* * *
ما فعله اردوغان وأنصاره في تركيا خلال الأيام الماضية من اعتقالات لقيادات من الجيش والشرطة والقضاء وأساتذة الجامعات والموظفين في كل أجهزة الدولة والذين بلغ عددهم حتي كتابة هذه السطور أكثر من 60 ألفاً يؤكد أن هذا الرجل قد انتحر سياسياً وأنه يعيش أيامه الأخيرة في حكم تركيا. وأن نهايته لن تختلف كثيراً عن نهاية القذافي أو صدام حسين مع أن أيا منهما كان أفضل منه في حكم بلاده واحترام شعبها ومؤسساتها الأمنية.
شاهدنا كثيراً من الانقلابات العسكرية والثورات الشعبية في العديد من بلاد العالم. ولم نشاهد شعباً يهين جيشه كما شاهدنا في تركيا تحت سمع وبصر اردوغان الذي لم ينطق بكلمة واحدة تعيد الاعتبار لهذا الجيش. والذين أهانوا جيشهم وعروا ضباطه وجنوده في الشوارع وارتكبوا كل الجرائم الاخلاقية ضده كانوا جماعة ارودغان في الشرطة ومؤسسات الدولة التركية بمساعدة ميليشيات حزب العدالة والتنمية التي كررت سيناريو حزب الحرية والعدالة في مصر وأكدوا ان الإخوان ملة واحدة وفكر واحد ومنهج واحد وأنهم يكرهون الجيوش التي تحميهم ولا يشغلهم إلا السيطرة علي كراسي السلطة والتضحية بكل شيء من أجل ذلك.
* * *
لقد ارتكب اردوغان جرائم ضد شعبه تقوده إلي حبل المشنقة وجلب لبلاده العار بسبب الجرائم التي ارتكبت ضد الجيش والقضاة وأساتذة الجامعات والدعاة والمدرسين والآلاف من موظفي الدولة.. ومع ذلك لايزال الإخوان يفتخرون به ويعتبرونه الحاكم المسلم خليفة المسلمين الجديد الذي سيعيد لهم المعزول شعبياً محمد مرسي وينصب الجماعة من جديد علي حكم مصر.
لا يدرك إخوان مصر فداحة الجرم الذي ارتكبه ويرتكبه اردوغان ضدهم فهو يحرض كل الأنظمة العربية وخاصة النظام المصري علي تطهير مؤسسات الدولة من كل المتآمرين والخونة الذين يعملون ضد مؤسسات الدولة وما أكثرهم في كل مؤسسات ومرافق الدولة في مصر.
لو سارت مصر علي نهج اردوغان وطهرت مؤسساتها من العناصر الكارهة للدولة والمحرضة علي مؤسساتها والمخربة لها.. تتخيلون كم عدد الذين سيتم عزلهم من أساتذة الجامعات والمدرسين والدعاة وموظفي شركات الكهرباء والمياه والحكم المحلي والإعلام وغير ذلك من مؤسسات الدولة المصرية التي يتغلغل فيها الإخوان ويعملون فيها الآن بكل حرية؟
كم عدد الذين ستتم محاكمتهم بتهمة التحرض علي الفوضي وتخريب مؤسسات الدولة والإضرار بالأمن العام لو سرنا علي نهج ارودغان وطبقنا ما يطبقه الآن من جرائم ضد شعبه؟!
كم عدد كبار التجار من عناصر الجماعة الذين ينتشرون في محافظات مصر والذين يمكن مصادرة نشاطهم التجاري بتهمة دعم الجماعة لو سرنا علي نهج اردوغان الذي يتعامل مع شعبه بالشبهات ويعاقب فصيلاً من الشعب بتهمة الإيمان بأفكار خصمه عبدالله جولن؟
لكن مصر الكبيرة والعظيمة لن تسير علي نهج اردوغان وستصبر ــ قيادة وشعباً علي العناصر الإخوانية المحرضة والمهيجة لعلهم يدركون خطورة ما يفعلون ويعودون إلي رشدهم ويدركون أن مصر قيادة وشعباً تسامحت معهم كثيراً ولابد من توبة حتي لا تفعل معهم مصر كما يفعل اردوغان وجماعته في تركيا.
يا إخوان مصر.. لا تفرحوا كثيراً في "خيبة" اردوغان الكبري ولا تعبروا عن سعادتكم بحاكم ديكتاتور يهين جيشه وشعبه ويفرض نفسه علي الجميع بمساعدة أمريكا التي قصفت طائراتها الحربية الطائرات التركية وأسقطتها من سماء اسطنبول وأنقرة كالذباب لحماية عميلهم التركي حليف إسرائيل الاستراتيجي الذي سمح لأمريكا بإقامة أكبر قاعدةعسكرية علي أرضه "أنجرليك" لكي تنقذه وقت اللزوم.
أردوغان يجلب العار.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف