المصريون
طارق عبد الجابر
ما أشبه الليلة بالبارحة.. سبحان الله العظيم التاريخ يعيد نفس
يعتقد البعض ان الخلافات الدائرة والتراشق بالكلمات الدبلوماسية بين (واشنطن -أنقرة )هو قائم بين البلدين حاليا بسب أتهام أ"نقرة الى واشنطن "ضلوعها فى عملية الأطاحة على أردوغان! لكن الجيل الحالى لايعرف ان هناك خلاف سابق وشهير الذى وقع بين البلدين فى القرن الماضى وبالتحديد فى اواخر السبعينات كاد هذا الخلاف يؤدى الى قطع العلاقات الدبلوماسية والسبب هو فيلم قطار منتصف Midnight Express) ( وهو مقتبس من كتاب السيرة الذاتية بقلم بيلي هايس الفيلم بطولة : براد دافيس, ترين ميراكيل, جون هيرت و نوربيرت هو فيلم دراما تم إنتاجه في امريكا عام 1978 وقصة الفيلم مقتبسة من القصة الحقيقة للمؤلف الذي تعرض لمعاناة شديدة في السجون تركيا وتمكن في الفرار في النهاية. فيلم من اخراج العملاق الانكليزي ألان باركر Alan Parker يحكى الفيلم القصة الحقيقية للشاب بيلي هايس (Billy Hayes) سائح امريكي في تركيا, ركب موجة الاتجار بالمخدرات في بلد يموج بها لقربة من اسيا الوسطى مهد الحشيش والمخدرات (ايران وباكستان وافغانستان حيث تباع المخدرات مثل الحلوى على الطريق). ولحظة التعس حاول تهريب كيلوين من الحشيش وكانت وقتها تركيا تموج بالعنف وخصوصاً من طرف الاحزاب اليسارية التركية(لذلك كان يفتش كل راكب للطائرة خصوصا بعد تفجير عدة طائرات ) .. تم القبض عليه في مطار اسطنبول ليودع في سجن في اسطنبول وحكم عليه باربع سنوات وشهرين (بعدها تعدل بعد استئناف المدعي العام إلى السجن مدى الحياة. تقبل بيلي هايس الامر وبدء يحسب الايام ورفض كل فكرة في الهروب . شاهد تركيا من خلال السجن .. عالم وحشي غابة تعج بالكوارث وكل انواع الاذلال الجسدي والروحي .. ويواجه معاناة شديدة وأوضاع مريرة داخل السجن، ما يدفعه لمحاولة الهرب، ولكن محاولته تبوء بالفشل ويتم تعذيبه ثم ايداعه عنبر المختلين عقليًان فيلجأ لتقديم الرشاوى للهروب من السجن، وبعد عدة محاولات ينجح فى النهايه من الهرب ويعود الى بلاده، والفيلم يقدم صورة قاتمة عن المسئولين فى السجون التركية والمعاملة القاسية للمساجين، فضلا عن المحامين الاتراك ووسائلهم الملتوية لنجاح قضاياهم و استنزاف موكليهم. وهنا هاجت الدبلوماسية التركية واعلنت عن غضبها من هذا الفيلم ورأت فى ذالك ان امريكا ارادت اذلال تركيا وكان يرأس فى ذلك الوقت البلاد "بولنت اجاويد" رئيس حزب الشعب الذى أتا الى الحكم فى ظل البلاد كانت شهدت بـ”انقلاب المذكرة” حيث أرسل الجيش مذكرة عسكرية إلى سليمان ديميريل طالبه فيها بالتنحى، وعلى إثر قراءة بيان الجيش عبر الإذاعة فضّل فضّل ديميريل الاستقالة على المقاومة. وتحولت تركيا دون أحداث إلى نظام ما عرف بالثاني عشر من مارس، بينما انسحب ديميريل إلى منزله في زقاق جونيز بأنقرة، وكان على قادة الجيش إعطاء الأوامر من خلف الكواليس وقاموا في 19 مارس باختيار نهات إريم لقيادة الحكومة، وهو الأمر الذى قبل به عصمت إينونو رئيس حزب الشعب بينما رفضه بولنت أجاويد الأمين العام للحزب، فاندلعت موجة جديدة من العمليات المسلحة قادها ما يعرف بـ”جيش التحرير التركي” .في 27 أبريل، أعلنت الأحكام العرفية وتولى فريت ميلين رئاسة الوزراء في أبريل 1972، وأحدث تغييرًا بسيطًا وتبعه بعد عام نعيم تالو، الذي كانت وظيفته الرئيسية قيادة البلاد حتى الانتخابات، وبحلول صيف 1973حقق النظام المدعوم من الجيش معظم مهامه السياسية وتم تعديل الدستور، وفي أكتوبر 1973، فاز أجاويد، الذي كان قد تفوق على منافسه «إينونو» بتقلده زعامة حزب الشعب الجمهوري، في الانتخابات العامة التركية لعام 1973 نعود الى الخلاف السينمائى بين (أنقرة –واشنطن )حيث رأت انقرة افى مذكرة رسمية أرسلت الى واشنطن تقول فية ن هذا الفيلم يلطخ سمعة تركيا ويقول انها تقوم بترويج الحشيش علنا ويباع فى الشوارع اضافة الى أن الفيلم يصور على غير الحقيقة مايحدث من انتهاكات خطيرة داخل السجون التركية ,أى الفيلم يقول صراحة أن كل الاتراك سيئين وأن .. الادمية يتم نزعها من السجناء داخل السجون التركية . المذكرة الأحتجاجية التى ارسلتها "أنقرة الى واشنطن "ذكرت بالتحديد المشهد الرائع فى الفيلم الذى حول السجين الأمريكى " بيلي هايس"الذى تحول في الى وحش بكل بساطة خصوصاً مشهد عند يبلغ تركي اسمه (رفقي ) عن خطة لهروب السجناء الاوربين من السجن . ينقض عليه بيلي ويبدء يضربه ياكل لسانة ..في مشهد اسطوري ولكن ليس بحقيقي .. ملحوظة هامة السيناريست اولفير ستون اخترع المشهد لان الكتاب الاصلي لا يقول ان بيلي هايس التهم لسان سجين وشا بهم ..كما تضمت المذكرة التى وصفت بالقاسية اللهجة (أن الفيلم ورد بة عبارة تصف الأتراك بالخنازيرعندما ورد على لسان بطل الفيلم ت انهم يحرمون اكل لحم الخنزير ولكن هم خنازير بكل افعالهم .ملحوظة هامة لابد ان تقال فى هذا الصدد .. في مقابلة صحفية مع بيلي هايس) بعد سنين من هربة من السجن التركي كان اكثر تسامح واكثر اتزاناً . قال عندي اصدقاء اتراك ليس كل الاتراك سيئين .. انا دفعت ثمن اغلاطي .. وكنت قاسي على الشعب التركي .. عندما قلت انهم يحرمون اكل لحم الخنزير ولكن هم خنازير بكل افعالهم) الغريب فى الأمر ان تركيا طلبت من السلطات الأمريكية فى ذلك الوقت وقف عرض الفيلم وسحبة من صالات العرض والا أعتبرت أن واشنطن شريكا فعليا فى الأساءة الى تركيا.. وكان يترأس امريكا فى ذلك الوقت الرئيس "جيرالد فورد " الذى ­تولى منصب رئيس الولايات المتحدة بعد استقالة ريتشارد نيكسون بسبب فضيحة ، ­هو أول شخص يتولى منصب نائب الرئيس ثم الرئيس من دون ترشيح وما"أشبة الليلة بالبارحة "فى الماضى "بولندت أجاويد "رئيس الوزراء التركى يطالب الرئيس الجمهورى" فورد" بسحب ترخيص عرض الفيلم من صالات العرض وتسليم نسخها او حرقها واليوم "أردوغان "يطالب "أوباما "الرئيس الديمقراطى تسليم المعارض التركى الداعية فتح الله غولن المقيم فى ولاية بنسلفانيا والأ ان عدم فعل ذلك يجعل أن امريكا حسب زعم "أردوغان "شريكا فى الأطاحة بة لكن الأدارة الأمريكية رفضت للأنصياع الى هذا الطلب التركى فى ذلك الوقت وتم الأتصال الهاتفى بين القيادتين "الأمريكية –والتركية "كما حدث خلال الأزمة الحالية
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف