المساء
أحمد عمر
أصل الكلام .. أوهام سلطانية
** كل الموبقات تنطلق من فساد المدارس.. بداية من التطرف والإرهاب إلي غياب البسمة من الوجوه.. وفي تقارير مراسلي "المساء" بالمحافظات تبين أن "الدروس الخصوصية" واحدة من الأسباب الرئيسية للكآبة لدي قطاع كبير من الأسر المصرية.
** فساد المدارس أفسد التربية والتعليم وغيب الشغف بالقراءة وأضاع الثقافة وحقائق ودروس التاريخ حتي أنه سمح لأمثال رئيس تركيا رجب طيب أردوجان باقناع بعضنا أنه المهدي القادم لإحياء دولة الخلافة الإسلامية.. وكأن دولة عثمان أرطغرل حفيد التتار لم تمتص دماءنا ولا كانت كالكائنات الطفيلية تتغذي علي أجساد الدول والشعوب.. من حق أردوجان أن يحلم بالسلطانية.. إنما من واجبنا ان نقرأ لنتأكد أن الإسلام لم يكن يومًا لدي اردوجان ومن قبله العثمانيون سوي مطية تستغل ببشاعة لتحقيق أطماع سياسية وتوسعية.. وأن الخطاب التركي يتراوح ما بين مناصرة حقوق الشواذ واباحة الدعارة في مواجهة الاتحاد الأوروبي.. بينما يتسربل بمسوح الإسلام وينتج داعش ويحتضن الإخوان ويثير الانقسامات بالنعرات الطائفية السنية والشيعية ليستقطب من فاتهم حظهم في التعليم والثقافة بالمنطقة العربية.. فليحلم أردوجان وهو يخوض حرباً ضد شعبه.. لكن لا يجرنا بالحديث عن الإسلام والأخلاق.
** ومن تركيا إلي المنيا حيث تتكرر حوادث الطائفية في قري المحافظة المعروفة باسم "عروس الصعيد" موطن واحدة من المحطات الهامة في تاريخ الحضارة الفرعونية ومسقط رأس عظماء في التاريخ المصري قادوا ثورات ثقافية أمثال طه حسين وهدي شعراوي.. سقطت المنيا في براثن التطرف منذ أمد بعيد.. ففي سبعينيات القرن الماضي ظهر بعض من شباب المنيا ضمن قيادات الصف الأول لجماعات التطرف والإرهاب المسئولة عن اغتيال الرئيس السادات والمتورطة في حوادث العنف في التسعينيات وحتي اليوم مثل تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية.. كما شهدت المنيا علي يد جماعة الإخوان الإرهابية يومي 14 و15 أغسطس 2013 أكبر قدر من الكنائس المحروقة في أعقاب فض اعتصامي رابعة والنهضة في مشهد حزين يدمي الإنسانية في الضمائر وقلوب الوطنيين والمسلمين الحق.. استعصم المجني عليهم بالصبر والوطنية بينما اكتفت الدولة ومازالت بدور اطفاء الحرائق وتضميد الجراح.. وبدأت مؤخراً في انجاز مشروعات تنمية علي أرض المحافظة تنتظر الاكتمال لتتحقق أهدافها في توفير فرص العمل والارتقاء بمستوي المعيشة حيث يعد الفقر واحداً من أهم أسباب التطرف لكن ليس بالفقر وحده يصنع الإرهاب فالمنيا ليست الأكثر فقراً.. كما أن الجهل المتوغل علي نحو أكبر في مناطق أخري غير المنيا ينتج أشكالاً متعددة للجريمة كالثأر والمخدرات والتنقيب عن الآثار لتحقيق الحلم السرمدي في الثراء السريع باكتشاف الكنز المدفون.. إنما الجريمة السياسية ليست نتاجاً للفقر والجهل.. هي تفاعل بيئة قاسية مع مدارس فاسدة ينتج أنصاف متعلمين.. حاصلون علي مستوي تعليمي يجعلهم يكتشفون فداحة الواقع لكن ليس بالقدر الذي يرشدهم إلي الطريق الصحيح للنجاة.
** التعليم قضية أمن قومي.. وأكثر ما نحتاجه الآن هو اعلان مشروع وطني شامل وعاجل لإصلاح التعليم.. انه السبيل الحقيقي لإنقاذ الوطن.. والمستقبل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف