المساء
حسن حامد
أعقلها .. الوزير الكذاب
تقول واحدة اعرفها ان الرجل عندما يكذب تسقط من رأسه خمس شعرات. ولهذا فإنه من المعروف ان الأصلع هو رجل كثير الكذب.
تأملت هذا الكلام وانا اتأمل صورة الوزراء لدينا. ثم اضفت إليهم صور عدد من المسئولين. وكانت النتيجة ان اصابتني صاعقة حيث اكتشفت ان معظم المسئولين لدينا من فئة الرجل الأصلع وتساءلت: هل صحيح ان رؤوس هؤلاء صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء لأنهم كاذبون. طبعاً اذا صح كلام الواحدة التي اعرفها؟.
الفكرة جديرة بالتأمل والموضوع يستحق المتابعة خاصة ان معظم وزرائنا يقولون كلاما كثيراً من التصريحات الوردية التي نفتقد تنفيذها علي أرض الواقع. وحين نتعشم في أحدهم ونظن انه "راجل قد كلمته" نجد ان من كنا نحسبه موسي طلع فرعون. ولا نجني سوي الوهم ولا نحصد سوي الحطام.
إنها هكذا علي طول عهدنا بالوزراء. ولست افهم لماذا يقول الوزير كلاما لا علاقة له بالواقع؟ ربما لأنه تعلم انه لن يكون وزيراً إلا بهذه الطريقة. اطلع علي الناس وقل كلاما ورديا يسعدهم وتكفيهم سعادة الكلام. ولا تعبأ بالتنفيذ لأن التنفيذ وجع دماغ من الدراسات والتعاقدات التي تستلزم كثيراً من الأموال والأموال من القروض والقروض ديون والديون لها فوائد والفوائد خراب بيوت. يعني خلينا نقصر الطريق ونجيب من الآخر ونقول الكلام الوردي دون تنفيذ.
والله استراتيجية محكمة "ماتخرش الميه" يتوارثها الوزراء ابا عن جد. ومن يشذ عن القاعدة يكون كمن يعجل بخروجه من الوزارة والخروج من الوزارة فضيحة في العيلة والعيلة لازم يكون فيها الوزراء سلسال. وليس أشهر من الأباظية في هذا المقام والحمدلله ان الوزارة الحالية ليس فيها أحدهم. وان كان فيها عدد كبير من فئة الصلع.
من يأتيني بوزير قال فصدق أو وعد فأوفي. مثلما قال المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء في بيان حكومته مارس الماضي فصدق أو وعد بارتفاع الأسعار فأوفي. وأذكر من كلام الرجل الصادق انه تحدث عن إعادة هيكلة منظومة الضرائب وها هي قد طبقت ضريبة القيمة المضافة علي الأجهزة الكهربائية والسيارات والوقود ومستحضرات التجميل وكله كوم ومستحضرات التجميل كوم تاني. وسيبك طبعا من تبغ السيجار لأنه شيء عادي.
وعلي الرغم ان لدينا عدداً من الوزراء بشعر والحمدلله ولا يحتاجون الي الحلاق إلا في المناسبات. لكن ربما تكون العدوي أو الاستراتيجية المحكمة "اللي ماتخرش الميه" قد اصابت الجميع. واصبح الجميع يتفوهون بالتصريحات الوردية وطظ في التنفيذ.
وعموماً انا لا ألوم علي من لديه شعر ولا ألوم علي من يتساقط من رأسه خمس شعرات مع كل كلمة يتفوه بها. وإنما ألوم علي الذين يتحدثون عمال علي بطال ولا يعبأون بالثمن الذي يدفعونه من شعورهم.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف