منى العزب
صرخة قلم .. المنيا .. السيناريو المتكرر
ستظل أحداث الفتنة الطائفية مسلسلا يتكرر بنفس السياق مع اختلاف الأحداث طالما يتم التعامل مع الأزمة في كل مرة بنفس الطريقة. أحداث المنيا خلال الأسبوع الماضي ليست الأولي إلا ان تكرار هذا النوع من الأحداث وخلال فترة قصيرة يدفع لسؤال مهم .. كيف تكون الأخيرة ؟ التعامل الأمني مع الأزمة المعتمد علي الردم فوق المشكلة ’ وليس البحث عن الجناة ومعاقبتهم لن ينهي المشكلة ’ وقد تتكرر مرات ومرات. فطالما ان المجالس العرفية وجلسات الصلح هي بطلة الموقف فلن يتوقف المسلسل ’وانما سيبقي متعدد الأجزاء.
الردم بالثري فوق الجمار المشتعلة قد لا يطفأها ’وقد تشتعل ثانية مع أول تيار هواء يزيح الغبار ويزيد النار اشتعالا ’ واذا كان للمجالس العرفية دور فليأتي بعد تنفيذ القانون.
معظم المصريين يرفضون ما يحدث ’والمصريون بالخارج يخجلون من حدوث مثل هذا النوع من الأحداث بمصر.
العقاب الرادع وبالقانون هو ما يمنع تكرار المشكلة ’والمواقف الحاسمة تقضي عليها لا محالة. ولو كان تم عقاب المتهمين في قضية "سيدة الكرم" والتي مضي عليها اكثر من شهرين لما حدث ما حدث خلال الاسبوع الماضي. ولو صدرت الأحكام الرادعة بعقاب المدانين في هذا النوع من القضايا بنفس السرعة التي صدرت بها أحكام المتظاهرين للاعتراض علي اتفاقية تيران وصنافير لما تكررت الأزمة.
دفعة شاومينج
في اول تعامل مباشر مع الدولة خاض طلاب الثانوية العامة تجربة جاءت مختلفة هذا العام. فبالإضافة لقسوة تجربة الثانوية العامة المعتادة جاءت الامتحانات ومعها " شاومينج " وبدأت تجربة مختلفة تفوق في مرارتها ما تذوقه الطلاب واسرهم خلال العام.
نصف مليون طالب فقدوا ثقتهم في الدولة وفي قدرتها علي تحقيق ابسط قواعد العدل لهم .. نصف مليون طالب تابعوا كيف سعت الدولة بكل أجهزتها لمنع تسريب الامتحانات دون جدوي .. نصف مليون طالب تابعوا كيف تعاملت الأجهزة الأمنية مع زملائهم المعترضين علي ما يحدث والمطالبين بإثبات وجود دولة تحمي أبناءها.
نصف مليون طالب فقدوا الكثير من انتمائهم لدولة فشلت في أول اختبار لها معهم.
نصف مليون طالب تأتي النتيجة لتكمل ما وقع عليهم من ظلم .. فمن لم يستعن بشاومينج مظلوم ’ ومن استعان به ايضا مظلوم.