عبد العظيم الباسل
محافظ سيناء يحرث فى الماء!
أعادتني نصيحة اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء بحسن معاملة السائحين، إلي الوراء عدة سنوات، حين كنت في زيارة لتونس، فأبهرتني حفاواة الاستقبال، والابتسامة التي لا تفارق كل من حولك أينما ذهبت، والأهم أمانة السائقين وحسن معاملتهم باعتبارهم أول فئة تتعامل مع القادمين من الخارج.
وأذكر حين كنت هناك، أنني طلبت من سائق التاكسي ـ الحواس بن فضيل ـ وهذا اسمه، أن يذهب بي الي السفارة المصرية في ضواحى العاصمة التونسية، وفقا لعنوان مكتوب أتيت به من القاهرة، وعقب مشوار طويل فوجئنا بخطأ العنوان، فانفجر السائق غاضبا، موجها كلامه لي: بأنني بددت وقته وضيعت أموالي، فأعتذرت له قائلا: إن المشوار سوف أدفعه لك، لكنه رفض وكسر العداد من جديد لنصل معا الي العنوان الصحيح.
تلك الأمانة التي نفتقدها بكل أسف في مصر، والتي اكتشفها المحافظ اخيرا، فطالب ــ أمس الأول ـ بضرورة تطبيق تاكسي العداد في شرم الشيخ، حتي لا تستغل السائحون في تنقلاتهم، فضلا عن تكليف الجهات الأمنية بفرض «الكارنيه الأمني» لكل من يعمل في السياحة هناك لحماية ضيوف المدينة من المضايقات وتأمينهم.
ولكن تلك الاجراءات، هل تذكرها المحافظ فجأة، وأليست تبدو متأخرة في ظل الركود السياحي الذي تمر به مصر الآن، إن المقومات لن تنجح بكل أسف في جذب الزائرين في ظل سائق يخدع سائحا، أو عامل يستغله في خدمة أو سلعة، فالمطلوب قبل سياحة المكان، أمانة وحسن استقبال الانسان الذي يقوم علي خدمة السائحين، وإلا سنظل نحرث في الماء رغم إجراءات محافظ جنوب سيناء.