قامات البشر لا تقاس بالأطوال والأوزان، وإنما تحسب بالعمق، وبالثراءات الداخلية، وبقدرات العمل والعطاء، ولا يمكن بأي حال من الأحوال في مجتمعات تزعم التحضر والإنسانية، أن يتم حرمان مواطن من حقه في حياة طبيعية وكريمة، لمجرد أن الله خلقه ناقصا بعض «السنتيمترات».
لقد تألمت كثيرا وأنا أقرأ تقرير الزميل «رسمي فتح الله»، الذي نشره «الأهرام» يوم الأربعاء الماضي، عن مشكلات الأقزام، التي استمعت إليها لجنة التضامن بمجلس النواب، في إطار مناقشة قانون ذوي الاحتياجات الخاصة، وكانت دهشتي كبيرة عندما علمت أن عدد الأقزام في مصر أكثر من 75 ألف قزم، وهم يمثلون «ثلث» عدد الأقزام في العالم، وأن الدولة لا تعتبرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يجب أن يحظوا بالرعاية.
إننا لا نملك إلا أن نتعاطف مع مطالب الأقزام، وكلها مطالب مشروعة وليست مستحيلة، وهي كفيلة بانتشالهم من معاناتهم المستمرة، وتخفيف آلامهم النفسية الشديدة، فليس ذنبهم أنهم ولدوا بقامات قصيرة.
نأمل أن يصدر قانون ذوي الاحتياجات الخاصة، معبرا وضامنا لحقوقهم، في مجتمع لا يقدر علي العيش والحركة فيه حتى أصحاب القامات الطويلة، كما أنه عار علينا، في ظل هذه التجارة الرائجة في الأعمال الإنسانية والخيرية، أن نغفل عن حقوق من هم في حاجة إلي المساعدة والحماية.
لكن في النهاية، لماذا مصر علي وجه التحديد هى البلد الذى يضم ثلث أقزام العالم، هذا إذا ما كانت الأرقام صحيحة؟!
< فى الختام.. تقول الحكمة: «الحياة دائما ليست عادلة، فاعتد علي ذلك».