الأهرام
اسامة الغزالى حرب
فيه حاجة غلط ..!
لا أجد أفضل من هذا التعبير العامى البليغ الذى يعبر عن الشعور بأن هناك أخطارا أو مظاهر سلبية تستدعى القلق و تدعو إلى الحذر و البحث عن أسباب هذا الغلط.فعندما يبدأ الرئيس السيسى عهده بزيارات تاريخية للكاتدرائية المرقصية ويشارك الأقباط احتفالهم بأعيادهم، ويبادلونه حبا و تقديرا عاليا و مؤثرا...ثم تشهد مصر حوادث الفتنة الطائفية القبيحة إياها...فإن هذا يعنى أن فيه حاجة غلط! وعندما يخطب الرئيس السيسى أكثر من مرة (وآخرها فى الاحتفال يوم الخميس الماضى بتخريج دفعات جديدة من الكليات العسكرية) قائلا: إن المسلمين و المسيحيين شركاء الوطن، وانه لا يليق بنا أن نقول هذا مصرى مسلم و هذا مصرى مسيحي، وأن الوحدة الوطنية هى ضمان الوجود و النجاح لمصر...ثم تنفجر فى محافظة المنيا أربعة حوادث عنف طائفى فى خلال شهرين فقط...فهذا معناه أن فيه حاجة غلط! وعندما يتحول المواطنون الذين يعيشون معا، ويتداخلون فى كل نواحى حياتهم ، إلى طرفين متقاتلين ، و ينسون حياتهم المشتركة...فذلك معناه إن فيه حاجة غلط! و عندما يلجأ الأقباط الذين يتعرضون للاعتداء عليهم إلى القسيس و إلى الكنائس، يطلبون حمايتهم، ولا يلجأون للشرطة فذلك معناه ليس فقط إن فيه حاجة غلط، وإنما هناك كارثة وفشل كامل للدولة، و أنها بالفعل شبه دولة. و عندما نكتشف أن من يسهمون فى اشعال وتزكية هذه الفتن هم من عناصر الإخوان المسلمين و السلفيين المتغلغلين فى تلك المجتمعات ، وينفثون فيها سمومهم...فإن هذا يعنى إن فيه حاجة غلط.! وعندما نعترف ونسلم بأن تلك الحوادث سوف تستمر وتتكرر مادام الجهل و الأمية منتشرين وماداما هناك خطاب دينى خاطئ يحرض على التعصب والعنف...فذلك معناه إن فيه حاجات غلط كثيرة جدا!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف