الجمهورية
مؤمن ماجد
100 مليون
تعداد سكان مصر يصل بعد أشهر قليلة إلي 100 مليون نسمة رسمياً.. وبالطبع كالعادة ستكون تلك مناسبة للتندر وإطلاق النكات والسخرية. رغم أننا أمام نقطة فارقة. فإما أن تكون لدينا ثروة بشرية تحقق عائداً للبلد. وتكون بداية انطلاق للتنمية. أو أن نكون أمام كماً هائلاً من الأفواه الجائعة التي تجُر البلد إلي أسفل. وتزيد الأوضاع سوءاً.. كل ذلك يعتمد علي خطط الدولة لمواجهة هذا الوضع.. فهل هناك خطط للدولة؟!!
دول العالم الأول تعاني من تناقص عدد السكان. ولذلك تقدم تسهيلات في الهجرة وتبسيط إجراءات التجنيس لأنها تدرك أن الإنسان هو العنصر الأساسي. وليس الأرض أو الثروة أو التطور التكنولوجي.
دول العالم الثالث تعاني من الانفجار السكاني. ولذلك تقوم ببرامج لتحديد النسل. ووصل الأمر إلي حرمان الطفل الثالث من أي دعم حكومي. وفي الوقت نفسه تعمل علي تشجيع الهجرة العكسية. وتصدير العمالة. حتي ولو مقابل الأكل وتوفير مكان للإقامة.
في مصر يزداد الوضع صعوبة لأننا نعتبر الحكومة "بابا وماما" فهي التي يجب أن توفر مكاناً للتعليم المجاني. ومكاناً للعلاج المجاني. ووسائل نقل أقرب للمجانية. وسلع تموين أقرب للمجانية. وإلا كانت الحكومة فاشلة. ولا تراعي محدودي الدخل.
التركيبة السكانية في مصر تعاني من اختلالات واضحة لأن 98% من السكان يعيشون علي 4% من مساحة الأرض. وذلك يؤدي قطعاً إلي ثقافة الزحام التي تستهلك الوقت والأعصاب. وترفع الأسعار. وتجعل التنظيم والتخطيط أقرب إلي المستحيل.
مصر تعاني أيضاً من الأمية التي تصل إلي 32%. وهو رقم مرعب في عالم أصبح فيه عدم إتقان الكمبيوتر هو الأمية. فضلاً عن أن 47% من المتعلمين حاصلون علي شهادات أقل من المتوسط في حين أن الحاصلين علي شهادات جامعية 6.5 مليون نسمة فقط.
الطريق الوحيد لتحويل الزيادة السكانية إلي ثروة بشرية هو التعليم والتدريب ومراعاة احتياجات سوق العمل وإعادة توطين السكان.. وأظن أننا لم نحقق نجاحاً كبيراً في أي من المحاور الأربعة.
التعليم لدينا فاشل بامتياز.. والتدريب نعتبره نوعاً من الرفاهية ولا نوليه أي اهتمام.. وبالقطع نحن لا نراعي احتياجات سوق العمل. بدليل الأعداد الهائلة من خريجي التجارة والآداب الذين لا احتياج لهم في أسواق العمل.. أما إعادة توطين السكان. فهي قضية ميئوس منها. لأن الخدمات لا تتوفر إلا في المدن الرئيسية. ولذلك فإننا عندما نصل إلي 100 مليون نسمة سنكون أمام كارثة. إلا إذا كانت هناك خطط للدولة.. وأشك أن هناك خططاً للدولة!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف