الجمهورية
احمد المنزلاوى
إدمان الإجازات
تحول البعض إلي خبراء في وصل الاجازات وأساتذة في حساب أيام العطلات ومتخصصين في تحديد الأيام السابقة عليها واللاحقة لها وما يترتب عليها من قرارات يختفون معظم أيام الشهر ويظهرون فقط عند صرف المرتبات أو المكافآت.
وعلي الجانب الآخر حافظ البعض علي واجبات العمل وأداه بجد واجتهاد وأمانة وإخلاص يحضر مبكراً وينصرف متأخراً ويحسن مقابلة الناس ويتفاني في خدمتهم وقضاء مصالحهم.
وفي الدول المتقدمة أصيب عدد كبير من العاملين في القطاعات المختلفة بحالة ادمان للعمل يواصلونه وينسون العطلات والراحات والرحلات ويعيشون في منافسة مستمرة مع أنفسهم ومع الآخرين لتحقيق النجاح لهم والتقدم لأوطانهم.
وفي الدول غير المتقدمة أصيب البعض بإدمان الكسل وإهمال العمل يسألون عن الاجازات قبل التحاقهم بالعمل ويطالبون بها قبل حلول موعدها وفلسفة الاجازات تقوم علي انها راحة للأبدان والنفوس والعقول من عناء العمل ليعود الناس إليه في همة ونشاط وجد واجتهاد واتقان وإحسان وابتكار وابداع.
وفي اليابان يطلب المديرون من العاملين معهم أن يحصلوا علي اجازاتهم بسبب استمرارهم في عملهم لأيام وشهور وسنوات طويلة من أجل المزيد من الاتقان والاحسان وفي أيامنا الخالية تجري منافسة حامية في العمل وتحقيق شروط الجودة بين الأمم المتقدمة والمناهضة.. الكل يسعي لتحقيق النجاح وإحراز التقدم.
وعندما بدأت اليابان رحلة تقدمها في القرن التاسع عشر أرسلت البعثات والوفود إلي دول العالم المتقدم.
وفي البرلمان الياباني صورة لوفد الساموراي الذي زار مصر في ستينيات القرن التاسع عشر للإطلاع علي آثارها ومظاهر تقدمها مثل خطوط البرق "التلغراف" وقطارات السكة الحديد وغيرها قبل أن تستأنف جولتها الأوروبية.
وفي أواسط القرن العشرين "نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات" كانت النمور الآسيوية تتمني أن تمضي علي خطي مصر في تحقيق النهضة الصناعية والزراعية واستطاعت هذه الدول المجتهدة أن تحقق النجاح بجهدها واجتهادها ونافست الدول المتقدمة في مجالات كثيرة وتفوقت أحياناً بجودة منتجاتها ورخص أسعارها.
فيما مضي كانت حقوق العمال مهملة يعملون ساعات طويلة ويحصلون علي أجوز هزيلة لا اجازات ولا تأمينات ولا رعاية صحية أو اجتماعية حصلوا علي هذه الحقوق تباعا ونصت عليها قوانين العمل.
ظهر أول قانون للعمل في بريطانيا 1760 أوائل عصر الثورة الصناعية وطالب العمال بحقوقهم وحصلوا عليها ومنها الاجازات الاسبوعية والسنوية والعارضة والمرضية.
وصدر أول قانون للعمل في مصر 1942 بخصوص النقابات العمالية ومن بعدها حقوق العمال 1944 و1958 أو غيرها والنجاح في العمل يتحقق من ناحية العامل بجده واجتهاده وإخلاصه وقدرته علي المنافسة والابتكار.
ومن ناحية إدارة الهيئات والشركات باختيار العاملين طبقاً لمؤهلاتهم وملكاتهم ومواهبهم بعيداً عن الهوي والوساطة والمحسوبية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف