المساء
مرفت مسعد
لا أنكر فضلكم
.. عاد بذاكرته عشرين سنة إلي الوراء يستحضر تلك البشريات التي وضعت نهايات لمشكلات عديدة واجهها في حياته بدأها من سبتمبر 1995م بعد أن حصل علي كافة مستحقاته المالية والمعاش من شركة "مصروب" للمياه الغازية في ظل ظروف شديدة التعقيد حينئذ حيث كانت "مصروب" تتبع لشركة "المقاولون العرب" قبل أن تقوم ببيعها في مايو من نفس العام وما ترتب عليه من تعطيل التسويات والتأخر في صرف المستحقات وكان هو واحدا ممن عانوا تلك المشكلة.
البشارة الثانية كانت من نصيب والدته التي كانت لا تقوي علي الخروج بحكم السن والمرض لصرف المعاش فصدر القرار بأن يصلها إلي البيت مراعاة لشيخوختها. وحين استعصي علي أمه في حياتها تنفيذ حكم ابتدائي بتمكينها من أرضها الكائنة بمنطقة "الكلح شرق" بجزيرة دومرية بأسوان ظلت القضية متداولة حتي صدر الحكم النهائي بأحقيتها في الأرض لتكن البشارة الثالثة التي حملها إلي روحها فقد توفيت قبل أن تري اليوم الذي تستعيد فيه أرضها بعد أن ظلت محل نزاع بينها وبين ابن عمها - رحمهما الله - ذلك اليوم الذي قام اللواء صلاح سليمان مدير أمن أسوان آنذاك بتجهيز حملة كبيرة توجهت إلي محل النزاع ومكنته بصفته الابن الوريث من الأرض.
يقول القارئ صالح إبراهيم حامد في رسالته المطولة إليّ: كل هذه البشريات وغيرها ما كنت لاستقبلها في حياتي لولا جريدتكم التي ظلت تتبني مشاكلي وتقدم لها الحلول بتجاوب المسئولين معها فمازلت أتذكر حين كتبت بالبنط العريض "برافو عزبة سعد" وأبرزتم دوري المتواضع مع جمعية أبناء الكلح والصعايدة بسيدي جابر بالإسكندرية في علاج كثير من المشكلات التي تعاني منها عزبة سعد التي مازلت أعيش فيها واستشعر بركة دعاء أهلها لي فرغم أنني شارفت علي السبعين من عمري لم أفقد القدرة علي مناصرة المظلوم وإعانة الفقير وأبيت حزينا إن أخفقت في ذلك.. لكل هذا وأكثر لا أنكر فضل جريدتكم عليّ وأتمني أن أظل عند ثقتها بي وتبقي المودة بيننا.
انتهت الرسالة التي لا شك تعكس الحالة المثالية لما ينبغي أن تكون عليها العلاقة بين القارئ وصحيفته. حالة تغذيها علي مر هذه السنين الثقة المتبادلة والمصداقية فتظل حاضرة بقوة في الذاكرة ليبقي الشكر والتحية لكل القراء الذين صرفتهم أحداث الحياة عنا قليلا سرعان ما يعودون إلي بيتهم الثاني.. "المساء".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف