المساء
مختار عبد العال
الجولان.. واردوغان
قررت الخروج من هموم الداخل والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبرلمانية التي نعيش فيها وكأننا أصبحنا ندور في حلقة مفرغة.. إلي هموم الخارج والتي تنعكس آثارها علينا كمصر وعالم عربي وإسلامي وتخصم من رصيدنا وتزيد من همومنا الحالية والمستقبلية وكأنه مكتوب علي هذه الأمم والشعوب العربية والإسلامية ألا تخرج من الحلقة المفرغة وألا تتعلم من دروس التاريخ.
القضية الأولي تتعلق بالجولان السورية المحتلة حيث تاه عن البعض وسط زحمة الأحداث المتلاحقة في الأيام والأسابيع القليلة الماضية ما نقلته قناة "الجزيرة" التي اعتبرها الناطقة بلسان العدو الإسرائيلي وكل عدو للعرب والمسلمين ما نقلته هذه القناة كان من الشريط الحدودي والمنطقة المحايدة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والجيش السوري في الجولان حيث قدمت القناة لقاء مصوراً عن قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي باحتلال المنطقة المحايدة واقامة سور سلك شائك داخل الأراضي السورية الأخري في غياب تام لقوات الطواريء الدولية التي اخلت المنطقة لليهود.. في خطوة اعتبرها متعلقة بضم إسرائيل للجولان بصفة نهائية وهي تعلم ان موازين القوي أصبحت في صالحها والجيش السوري تم انهاكه ولن يعترض أحد.. وبالفعل مر الحدث الذي اذاعته قناة الجزيرة والمذيع متهللاً فرحاً كأنه يبعث برسالة إلي العرب والمسلمين بسيطرة إسرائيل علي الأوضاع.
القضية الثانية مرتبطة بالأولي وهي لماذا اعتبر قناة الجزيزة الناطقة بلسان العدو الإسرائيلي وكل عدو للعرب والمسلمين فإن المتابع بدقة وبعين الخبير والمحلل يكتشف ذلك بسهولة.. فهذه القناة تحرض علي نشر الفتنة والانقسام بين الدول العربية والشعوب والحكام وتحرض علي استخدام مصطلحات ترسخ هذه المعاني فتجدها تطلق علي الجيش السوري اسم قوات النظام تماماً كما كانت تطلق علي الجيش الليبي اسم ميليشيات القذافي.. وتطلق علي تنظيم داعش الإرهابي اسم تنظيم الدولة الإسلامية حرصاً منها علي الصاق الإرهاب والذبح بالإسلام ولا تستخدم اسم داعش الإرهابي ابداً.. وتطلق علي الجيش المصري اسم جيش الانقلاب في حين تقوم باطلاق اسم "دلع" علي الإرهابيين في سيناء ومرتكبي العمليات الإرهابية والاجرامية في سيناء وغيرها وهو مسلحين.. وفي احيان أخري تستخدم اسم "دلع" هو دولة سيناء أو ما شابه ذلك.. في حين انها تطلق علي قوات الاحتلال الإسرائيلي لفظ جيش الدفاع الإسرائيلي وتحرص علي استضافة المتحدثين باسم هذا الجيش والناطقين باسم إسرائيل بمنتهي الأدب والشياكة تاركين لهم نشر سمومهم وأفكارهم.
القضية الثالثة أو الهم الثالث" خبر صغير لم يلتفت أحد إلي معناه الكبير وهو إعادة "غينيا" الدولة ذات الاغلبية المسلمة في غرب أفريقيا لعلاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بعد ان كانت قد قطعتها مع الدولة اليهودية في عام ..1967 فإذا اضفنا إلي ذلك جولة نتنياهو في أفريقيا مؤخراً وما اثارته من مخاوف بشأن التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا والعبث بأمن مصر المائي وسعي تل أبيب لتأسيس بنك لبيع مياه النيل.. لادركنا الهم الأكبر والكارثة التي لا يلتفت إليها أحد ولا يتصدي لها.
الهم الرابع يتعلق بوصول 150 يهودياً فرنسياً إلي مطار تل أبيب يوم الخميس الماضي كمهاجرين جدد ايضا يضافون إلي أكثر من 200 فرنسي وصلوا قبلهم بيوم في إشارة إلي تواصل الهجرة اليهودية الفرنسية.. ونحن والعالم نكتفي باستنكار توسيع المستوطنات.
القضية الخامسة تتعلق باعتقال وسجن ووقف وفصل حوالي 60 ألف عسكري ومدني في تركيا حتي الآن مع تعليق العمل بالمعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان وسط حملات تهليل وفرح من الإخوان وقناة الجزيرة واشادة برجب طيب أردوغان الذي أكد استمراره في هذا النهج مؤكداً انه ليس من حق الدول الأوروبية أو العالم انتقاد قراراته في هذا المجال أو اعلان حالة الطواريء.. وبدلا من ان يتعلم الرجل مما حدث ويعيد حساباته ومواقفه فإنه يتصرف بمبدأ "شمشون"ويقرر هدم المعبد.
عفواً هل كان الخروج من الهم الداخلي إلي الهم الخارجي أهون علي النفس.. أشك.
حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف