الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم .. هيكل وناصر ونجيب !
3- أستأذن فى أن أستشهد اليوم بالكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل الذى لا يملك أحد أن يشكك فى حبه لعبد الناصر وحماسه لثورة يوليو فهو القائل صراحة إن عبد الناصر كانت لديه حساسية مبكرة من تعبيرات الزلفى والتملق التى بدأت تطفو على السطح فى منتصف الستينيات لكى تختصر ثورة يوليو فى مصطلحات تحمل اسم «الناصرية والناصريين» وأن جمال عبد الناصر ــ على حسب كلام هيكل فى حديث مع الأستاذ صلاح عيسى نشرته صحيفة «الموقف العربى» فى 7 أكتوبر عام 1984 ــ كان كثيرا ما يقول: «إن مشكلتى الكبيرة هى فى الذين يختارون علمى ورايتى».. وكان يقول أيضا «إننى أستطيع أن أختار أفكارى لكننى لا أختار أنصارى ومن ينسبون أنفسهم إلي.. هناك كثيرون يقفون تحت سارية العلم الذى رفعته لكنهم ليسوا بالضرورة جميعا شيئا واحدا».

وإذن فإن من الظلم لثورة يوليو أن يتم اختصارها فى شخص عبدالناصر وحده لكى تتحول عملية تقويم ونقد الثورة نقدا موضوعيا إلى ساحة للتراشق بين الناقمين على شخص عبد الناصر ــ بحق أو بغير حق ــ ومن يتوهمون أنهم وحدهم أصحاب الحق التاريخى فى الدفاع عن الثورة باستبدال قميص عبد الناصر بعباءة الثورة.

نعم إن عبد الناصر هو مفجر الثورة وقائدها، ولكننا لابد أن نسلم بأن الثورة كانت وستظل أكبر وأخلد من أى شخص، ولكن ذلك لا يعنى إغفال الحقائق وعدم الاعتراف بأهمية دور محمد نجيب في ضربة البداية أو محاولة التشكيك فى أن عبد الناصر كان هو القائد الحقيقى فى كل مراحلها تخطيطا وتنفيذا وجسارة!

إن الجدل الذى يحاول البعض إثارته من فترة لأخرى حول القائد الحقيقى للثورة وهل هو محمد نجيب أو جمال عبدالناصر إنما يمثل غيابا مهينا لمنهج الحوار الموضوعى بعد أن تحولت حجج المؤيدين والمعارضين لدور عبدالناصر إلى صراع بين المتحمسين للثورة كحق خالص لعبد الناصر وحده وبين الناقمين عليها الذين يتوهمون أن ارتداء قميص محمد نجيب يوفر لهم فرصة لاختصار كل تجاوزات وسلبيات الثورة فى شخص ناصر وحده.

وغدا نواصل الحديث

خير الكلام

<< ومن يطع الواشين لا يتركوا له صديقا وإن كان الحبيب المقربا!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف