المصرى اليوم
ياسر أيوب
صفحة شاومينج وماجدة الهلباوى
التشابه الوحيد بين صفحة شاومينج الشهيرة والمحامية الكبيرة ماجدة الهلباوى هو أننا نعرف الاثنتين.. نتابعهما.. نتهمهما بإثارة الفوضى وهدم الاستقرار.. ولا نتعامل معهما بجدية لازمة وضرورية، ربما لأننا نخاف من نتائج ذلك.. وفى هذا الأسبوع قالت شاومينج إن هناك أحد عشر طالبا من أبناء شخصيات كبيرة ومهمة فى البلد أدوا امتحانات الثانوية العامة وتم تصحيح أوراق إجاباتهم فى مكتب وزير التعليم، ونالوا جميعهم أكثر من تسعة وتسعين بالمائة، لكن لن يتم إدراج أسمائهم ضمن كشوف الأوائل حتى لا ينتبه الناس إلى أسمائهم.. وقالت ماجدة الهلباوى إن مؤمن القاضى، عضو مجلس إدارة نادى شبان قنا وعضو اللجنة المشرفة على انتخابات اتحاد الكرة، رفض التوقيع على محضر تسلم أوراق المرشحين للانتخابات المقبلة، لأن هناك من لم يسمح للجنة بممارسة عملها وفرز هذه الأوراق ومراجعة صحتها وقانونيتها.. والناس تسمع هذين الاتهامين وتبتسم وتسكت.. بل هناك من لا يكتفى بالسكوت وإنما يطالب شاومينج وماجدة الهلباوى أيضا بالسكوت.. يتهمهما بتعمد الفوضى وإثارة البلبلة والشكوك.. فهذه التهمة باتت الآن فى بلادنا تطارد كل من يصرخ بحثا عن حق وعدل أو يشكو فسادا وخروجا على القانون والنظام والأخلاق.. وكأننا بهذا السكوت سنمتلك مجتمعا هادئا راقيا سليما عادلا آمنا يسير فى الطريق الصحيح، وليس الطريق الذى غالبا ينتهى بكوارث وأزمات ومواجع لا نهاية لها أو حدود.. ولا أفهم منطق هؤلاء الذين يتعاملون باستخفاف سواء مع ما تقوله صفحة شاومينج أو ماجدة الهلباوى.. مع أن سوابقنا مع الاثنتين تفرض علينا التعامل معهما بمنتهى الجدية.. فقد سبق لصفحة شاومينج أن أظهرت حجم الفساد داخل وزارة التعليم لدرجة أن الصفحة كانت تحصل على امتحانات الثانوية العامة التى من المفترض فيها السرية المطلقة..

وماجدة الهلباوى سبق لها أن أجبرت اتحاد الكرة كله على الرحيل بعد أن أنصفها القضاء وأثبت صحة كل كلامها واتهاماتها.. ولن نخسر شيئا لو أننا الآن استجبنا لما تقوله صفحة شاومينج وفتحنا ملفا للتحقيق فى نتائج الثانوية العامة وأعلنّا أسماء هؤلاء الأحد عشر طالبا، أولاد الأكابر الذين تم تصحيح أوراق إجاباتهم خارج كنترول الثانوية العامة وأعدنا تصحيح أوراقهم بشكل عادل وسليم وحاكمنا كل المسؤولين عن ذلك.. لن نخسر شيئا أيضا لو استجبنا لما تقوله ماجدة الهلباوى، سواء عن مؤمن القاضى أو اللجنة المشرفة على انتخابات اتحاد الكرة.. لكننا فى المقابل سنخسر الكثير جدا لو تجاهلنا ماجدة الهلباوى وكلامها وأكملنا الانتخابات رغم كل هذه الاتهامات والشكوك والمخالفات.. ونعيش من جديد أزمة التدخل الحكومى والتهديد باللجوء للفيفا، ويضطر وزير الرياضة لأن يدوس بحذائه ونحن معه على قوانيننا وقضائنا، لأننا منذ البداية اخترنا السكوت والاستسلام للفوضى والفساد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف