ابنتنا إيمان حسين فتحى حسن الطويل، من المعاقين، سبق وكتبت عن مشكلتها وللأسف لم ينصفها أحد، فكتبت لى مرة أخرى وطلبت أن أرفع مناشدتها للرئيس السيسى: «أستاذ علاء.. يقولون: إن الرئيس السيسى يحنو على المواطنين، ويعمل من اجل الفقراء، هل من الممكن أن ترفع شكوتى له.. اسمى إيمان حسين فتحى حسن الطويل، معاقة، اسكن فى 14 حارة عبدالهادى رزق، المتفرع من شارع شبرا العمومي، بحدائق شبرا مصر، شياخة البراد، التابع لقسم شرطة الساحل، خلف بنزينة موبيل، شقة 2 بالدور الثاني، بمحافظة القاهرة، وعلشان ميقولوش معرفوش يوصلوا يتصلوا بى فى المحمول ده:»01006274783»، أستاذ علاء.. أرجوك ما تتخلاش عنى، ووصل صوتى للرئيس يمكن يسمعنى».
والد إيمان كان أحد شرفاء هذا الوطن الذين حملوا السلاح وحاربوا فى أكتوبر 1973، لكى يحرروا سيناء من العدو الصهيونى، وليعيدوا لنا كرامتنا التى أهدرت فى 1967، والد إيمان وهو المواطن البطل حسين فتحى حسن الطويل، قد أصيب فى معركة التحرير والكرامة، وسجل ضمن مصابى الحرب، عمره 68 سنة، له سبعة أولاد، وزوجته مريضة بالسرطان.
وإيمان معاقة (بصريا) تحدت الإعاقة وحصلت على ليسانس من كلية الآداب قسم الاجتماع، جامعة عين شمس، وتدرس حاليا القانون بكلية حقوق شبين الكوم، جامعة المنوفية، سمعت أيام الرئيس محمد مرسى أن الحكومة خصصت نسبة 5% لتعيين المعاقين، فتقدمت بكل ثقة بطلب فى الاتحادية، فلم يلتفت إليها أحد، عندما طال انتظارها، تيقنت أن ما أعلنت عنه حكومة الإخوان مثله مثل الفنكوش، ماذا تفعل؟، وكيف ستساعد هذه الأسرة الكبيرة؟، هداها تفكيرها إلى كتابة طلب إلى رئيس جامعة عين شمس، ولكى تدعم طلبها، أرفقت مع الطلب تزكية من المركز النموذجى لرعاية وتوجيه المكفوفين، رئيس الجامعة رفع طلب إيمان إلى المهندس إبراهيم محلب، انتظرت إيمان أن يقدر محلب وضعها الإنسانى والاجتماعى ويوجه بتعيينها، لكنها فوجئت بأنه أحال طلبها إلى الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، مر على هذه الواقعة كثير؟.
إيمان أرسلت لى خطابًا، قالت لى: كنت أظن أن اعاقتى قد تشفع لى لدى المسئولين، أو حتى ظروفى الاجتماعية، وكنت أظن أن مصر لا تنسى أولادها الذين حاربوا لتحرير ترابها ورفعوا رايتها واستردوا كرامتها، توقعت أن يقدروا ما قدمه والدى لمصر، لكن يبدو أن شرائح الفقراء والمعاقين ستظل مهمشة حتى تموت، نحن مطالبون بأن نقدم الجهد والدماء والأرواح والجروح، ومطالبون بألا ننظر للطبقات الأعلى منا، ومطالبون بأن نترجى، ونستعطف، وننحني، ونلتمس، ونقبل الأيادي، ونعلن على الملأ ظروفنا وحالتنا الاجتماعية، لكى يلتفت إلينا أحد المسئولين بنظرة عطف، ويتقبل ويتكرم ويمنحنا حقًا مشروعًا لنا.
أستاذ علاء.. لقد ترجيت واستعطفت والتمست وقدمت كشفا بظروف أسرتنا السيئة، أملا فى أن توافق الحكومة على تعيينى فى أى جهة لكى أساعد أسرتي، أساند والدى الذى قدم لمصر ما لم يقدمه غيره، لكن للأسف لا أعرف لماذا هذه القسوة فى التعامل معنا كفقراء، وكمحاربين قدماء، وكمعاقين.