فيتو
محمد الأباصيرى
الداعشية الأردوغانية.. خطر على تركيا وعلى الإسلام!
في مشهد قد يبدو للنظرة الأولى الحمقاء عبثيًا، أقدم المشيعون لجنازة جندي تركي على ترك تشييع جنازته، ورحلوا تاركين جسده دون أن يواره التراب!!

وأما ما هو أكثر عبثيةً فقد كان السبب الذي حملهم على هذا الفعل الغريب والنادر الحدوث، والذي يكشف عن حالة من حالات الكوميديا السوداء التي نحياها في هذا العالم البغيض!

كان السبب الذي جعل المشيعون يتركون جثمان ميتهم ويهربون كمن يهرب من المجذوم، هو أن انتشرت بينهم شائعة أن هذا الضابط الذي يشيعون جنازته من أفراد الجيش التركي كان قد شارك في محاولة الانقلاب العسكري على حكم الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"!!

وبغض النظر عن كون هذا الحاكم المستبد الظالم قد استطاع أن يحول بلاده وخلال بضع ساعات إلى "جمهورية الخوف" يحتاج أهلها إلى أن يتحسس كل واحدٍ منهم رأسه في كل ثانية، إلا أن مجرد المشاركة في تشييع جثمان ميت مهما كان جُرمه –من وجهة النظر الأردوغانية!- لا تستدعي أن يهرب المشيعون كما يهرب السليم من المجذوم كفراره من الأسد!

وإنما الذي دعا هؤلاء إلى ترك الجنازة والهرب نجاة برءوسهم، كان فتوى أصدرتها إدارة الشئون الدينية بتركيا (وهي الجهة الرسمية في تركيا المسئولة عن كل ما يتعلق بالإسلام)!

كان السبب فتوى إدارة الشئون الدينية بتركيا تقضي بتحريم ومنع وتجريم الصلاة "صلاة الجنازة" على كل من شارك في محاولة الانقلاب الفاشلة !

وبررت اللجنة تلك الفتوى الداعشية الشاذة بأن هؤلاء الانقلابيين لا يستحقون شرف تشيع جنائزهم وفق الشريعة الإسلامية!!

وهو ما يعني –وبمنتهي الوضوح- أن هذه اللجنة الأردوغانية الداعشية قد ارتأت أن كل من شارك في محاولة الانقلاب على حكم "أردوغان" قد كفر، كفرًا أكبر يخرجه عن ملة الإسلام، ولذلك فهو غير مسلم، فلا يصلى عليه كما المسلمين ولا يشيعه المسلمون ولا يدفن في مقابرهم!!

وهذا الأمر الجلل له مدلولات خطيرة جدًا، ينبغي التوقف عندها وتأملها لما لها من بالغ الأثر السيئ على الواقع في تركيا في حاضرها ومستقبلها، وكذلك لما لها من بالغ الأثر السيئ على الإسلام ذاته، والذي ينتسب هذا الــ "أردوغان" إليه، بل ويتطاول أتباعه فينسبون الإسلام إليه، ويصفون هذا الداعشي الخبيث بخليفة الإسلام والمسلمين!!

ولكن الحقيقة، أنه وكما يقال: ربَّ ضارةٌ نافعة، فإن لهذه الفتوى الداعشية الشاذة جانب إيجابي كبير، ربما يطغى على جميع جوانبها السلبية، وهو أنها فتوى كاشفة، تكشف عن حقيقة داعشية الإدارة التي أصدرتها، فاللجنة التي أصدرت هذه الفتوى هي لجنة داعشية- ولا شك- وتتبع حكومة داعشية لنظام داعشي ورئيس، هو كبير الدواعش من غير منازعة!

فإذا لم يكن "أردوغان" والذي يرى أن مجرد محاولة إخراجه عن الحكم كفر أكبر مخرج من الملة ومحاربة لله ورسوله وللإسلام، تستوجب حرمة الصلاة على صاحبها لأنه قد فارق الملة ومات ميتة جاهلية، إذا لم يكن "أردوغان" الذي هذا اعتقاده كبير دواعش الدنيا، فليس على وجه الأرض من داعشي قط!!

إن مما لم يعد فيه شكٌ قط أن "أردوغان" شخص داعشي متطرف، بل إن داعشيته قد تخطت داعشية الدواعش بما لا يقاس، وهو ما يجعلنا نقرر بأن هذا الشخص الخبيث قد بات يمثل خطرًا حقيقيًا ليس على تركيا وحدها وعلى بقائها كدولة متماسكة قوية، ولا على بقاء جيشها قويًا ضمن تصنيفات جيوش العالم، بل لقد أضحى هذا الداعشي خطرًا على الإسلام والمسلمين.

فهذا الشخص هو أسوأ صورة من الممكن أن تقدم للمسلم، وأسوأ سفير من الممكن أن يمثل للإسلام !

إنني لست من دعاة الثورات ولا الانقلابات ولا أتمنى لبلاد العرب والمسلمين، بل ولكل بلاد الدنيا سوى السلام والأمان والخير والاستقرار والنماء، وإنما أرى خطرًا جسيمًا يكاد يعصف ببلد يعز على نفسي أن أرى بها مكروه، فأنبه عليه وأحذر من عاصفة تكاد تعصف ببلد حبيب إلىَّ لعل الله ينفع بكلامي هذا عبدًا من عباده ولعله يكون سببًا في نجاة بلدٍ كبير من خطر يهدد وجوده، وما ذلك على الله بعزيز!

نعم لقد بات "أردوغان" عبئًا كبيرًا وخطرًا جسيمًا على تركيا وعلى الإسلام والمسلمين، فهو يسعى وبكل ما أوتي من قوة– قصد أو لم يقصد- إلى تقسيم تركيا وتدميرها وتفتيت جيشها والقضاء عليه، لصالح تنظيمه وجماعته وحرسه الثوري الداعشي!

وإذا أرادت تركيا "الدولة" أن تظل كما كانت دائمًا: ملء الدنيا وشُغل الناس، وأن تظل موحدة غير مقسمة، وأن يضل شعبها كتلة واحدة غير منقسم على ذاته، وأن يضل جيشها متماسكًا غير مفتت، فإن عليها أن تتخلص وللأبد من هذا "الداعشي الخبيث وجماعته الإرهابية وأن تخرج من دائرتهم، فتلقيهم في مزابل التاريخ، تمامًا كما فعلت مصر من قبل في إخوانهم، وإلا فإن على تركيا السلام.

حفظ الله تركيا وأهلها الطيبين، ونجاهم من شرور هؤلاء الملاعين، وسائر بلاد العرب والمسلمين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف