المساء
طارق مراد
هاتريك .. الشغب ومبادرة الشرطة الجزائرية
مبادرة جريئة قررت وزارة الداخلية بالجزائر الاقدام عليها عندما أعلنت الانسحاب من تأمين مباريات كرة القدم بالدوري الجزائري بسبب استمرار أعمال الشغب من جماهير الساحرة المستديرة بالبلد العربي الشقيق وتكرار الصدام بينها وبين مثيري الشغب من مهاويس ومجاذيب اللعبة ممن يصرون علي اثارة الشغب.. وأكد مسئولو وزارة الداخلية أن الجماهير دأبت علي الصدام والاشتباك برجال الشرطة المكلفين بتأمين المباريات والمثير للدهشة أن تلك الجماهير ترتكب أعمال الشغب والعنف في حالتي الفوز أو الخسارة وكأن هذا السلوك الصدامي مع رجال الشرطة بات جزءاً من طبيعة تلك الجماهير.. ولذلك تري وزارة الداخلية بالجزائر أن الوقت حان لتتحمل الأندية واتحاد الكرة الجزائري مسئولياتهم في تأمين مبارياتهم ولعبتهم عن طريق شركات التأمين الخاص وذلك حفاظا علي علاقة الشرطة برجل الشارع الجزائري وحتي تتمكن من التفرغ لمهامها الأساسية في التأمين الداخلي للمواطن والحفاظ علي أمن واستقرار وأمان المواطن ضد مظاهر الجريمة.
ورغم هذا القرار الحاسم والحازم والذي تسعي من ورائه وزارة الداخلية الجزائرية لتوطيد العلاقة والتعاون بين رجال الشرطة والمواطنين.. فإن قيادات وزارة الداخلية أكدت أن انسحابها من تأمين مباريات كرة القدم سيتم تنفيذه بصورة تدريجية اعتبارا من الموسم القادم 2016 ـ 2017 لإتاحة الفرصة أمام الأندية لتوفير أوضاعها مع شركات التأمين الخاصة.. ووعدت الوزارة بأنها سوف تتولي تدريب وإعداد الكوادر من رجال التأمين بتلك الشركات الخاصة واعتقد أن تلك المبادرة لوزارة الداخلية الجزائرية تستحق الدراسة بدقة وعناية من جانب وزارة الداخلية المصرية بقيادة الوزير مجدي عبدالغفار كأحد الحلول التي يمكن اللجوء إليها لمواجهة شغب الملاعب فنحن متفقون بداية أنه لا مجال لعودة الجماهير إلي الملاعب في الموسم القادم بعدم أحداث الشغب غير المبرر التي شهدتها مباريات الدوري الختامية وبطولة إفريقيا للأندية أبطال الدوري سواء من بعض المدربين أو جماهير الالتراس فقد بات واضحا أن قضية شغب الملاعب الرياضية أصبحت ظاهرة تهدد مسيرة اللعبة ومستقبلها وبالتالي فإن التصدي لها والقضاء عليها يحتاج لقانون رادع وقرارات حازمة وحاسمة حتي تعود الصورة الحضارية لملاعبنا.. فرجال الشرطة الشجعان يتحملون مع قواتنا المسلحة الباسلة مهام جساماً في الدفاع عن أرض وأمن وأماني واستقرار الوطن والمواطن ضد الإرهاب الأسود والجريمة بكافة أشكالها ومن غير المقبول والمقنع أن نحمل رجال الشرطة وهم يضحون بدمائهم الزكية وأرواحهم عبء التصدي لمجاذيب ومهاويس جماهير التراس الأندية والصدام معهم بسبب كرة القدم والتي من المفترض أننا نمارسها ونشاهدها مع باقي الرياضات والألعاب الجماعية من أجل المتعة والتسلية والصحة العامة والشهرة والنجومية وكسب ملايين الجنيهات للاعبين والمدربين ولو أن كلا من عناصر اللعبة التزم بدوره وبالسلوك والروح الرياضية السمحة في التشجيع والتعامل مع الساحرة المستديرة فإن الصورة الحضارية ستعود لملاعب مصر المحروسة صاحبة أعرق حضارة في تاريخ الإنسانية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف