ياسر أيوب
إيهاب وكوفي وأوجاعنا المصرية
إيهاب عبدالرحمن بطل مصر وأفريقيا والعرب وثانى العالم فى لعبة رمى الرمح.. ومحمد كوفى لاعب كرة القدم من أبناء بوركينا فاسو والمحترف فى نادى الزمالك، تصدرا منذ أمس الأول قائمة أخبار وحكايات واهتمامات الوسط الرياضى المصرى.. إيهاب أصبح متهماً من المنظمة المصرية لمكافحة المنشطات بتعاطى هرمونات محظورة بعد التحليل المبدئى لعينة تم أخذها من اللاعب أثناء تواجده بمحافظة الشرقية فى شهر إبريل الماضى.. ومحمد كوفى فاجأ الجميع بالهروب من مصر بجواز سفر بديل دون أدنى احترام أو التزام بأى عقود أو ارتباطات مالية وكروية.. ولا أتوقف الآن أمام هاتين الحكايتين لمجرد السرد والتعليق بكلمة هنا ورأى هناك.. وإنما أعيد رؤية المشهدين بكل التفاصيل والدلالات السياسية والاجتماعية والأخلاقية.
فإيهاب عبدالرحمن بطل رياضى حقيقى تعددت وتوالت بطولاته وانتصاراته، وكان ولايزال مرشحا لميدالية أوليمبية فى دورة ريو دى جانيرو المقبلة.. فهل تعاطى إيهاب المنشطات فجأة وفى نفس العام الذى سيسافر فيه إلى ريو دى جانيرو ساعيا لتحقيق حلمه الأوليمبى الكبير، خاصة أنه ليس لديه أى منافسات أو بطولات قبل الدورة الأوليمبية.. ومحافظة الشرقية فى إبريل الماضى لم تكن تستعد لاستضافة بطولة عالم أو أفريقيا.. أم أن إيهاب فى حقيقة الأمر ضحية للخلاف الحاد والصارخ بين اللجنة الأوليمبية المصرية واتحاد ألعاب القوى الذى كان من نتيجته منع رئيس الاتحاد من السفر مع لاعبيه المتأهلين مثلما هو الحال مع رؤساء اتحادات ومسؤولين آخرين.. ورغم ذلك تبقى النقطة الأهم هى أن هناك عينتين لكل لاعب.. العينة الأولى لـ«إيهاب» قالت المنظمة المصرية إنها إيجابية.. أما العينة الثانية التى سيجرى تحليلها فى معمل آخر وبإشراف أطباء آخرين فلم تظهر نتيجتها بعد.. أى أن إيهاب ليس مدانا بعد بأى شىء.. ولم يكن هناك داعٍ لكل هذا التشهير المجانى ببطل رياضى مصرى كانت مصر كلها حتى وقت قريب جدا تحتفل به وتحلم معه.. وما جرى مع إيهاب أصبح يجرى طوال الوقت مع آخرين فى كل المجالات ويعكس شراهة مجتمع بأكمله لأى فضيحة وخطيئة أو إدانة لأى أحد دون تمهل أو تحقيق أو إثبات.. أما حكاية محمد كوفى الهارب من الزمالك فقد أصبح كثيرون يرونها مجرد فضيحة لمرتضى منصور الذى لا يحبونه.. وهى بالمناسبة ليست فضيحة لمرتضى أو أى أحد آخر، ووارد جدا حدوثها من أى لاعب أفريقى مع أى ناد مصرى.
ولهذا كنت ولاأزال أتخيل ضرورة وقوف الجميع مع الزمالك ليسترد كل حقوقه من هذا اللاعب.. ليس من أجل الزمالك ولكن ضمانا لعدم تكرار ذلك مستقبلا.. وأرجو أيضا عدم تكرار أخطائنا السياسية والإعلامية فنظل نتحدث داخليا بيننا وبين أنفسنا عن حق الزمالك الضائع.. إنما يجب إبلاغ اتحاد بوركينا فاسو والاتحاد الأفريقى والفيفا والاتحاد الدولى للاعبين المحترفين رسميا بما قام به كوفى حتى لا يتم قيده فى أى ناد فى العالم.. فلا يعنينى أن نصرخ هنا بحق الزمالك، لكن يعنينى أكثر اعتراف العالم الكروى بهذا الحق.