تركت القاهرة وهى تحتفل بذكرى 23 يوليو الثورة الأم التى تمثل نقطة فاصلة فى تاريخ مصر الحديث، ووصلت مسقط وهى تحتفل بـ 23 يوليو يوم النهضة الذى يمثل أيضا نقطة فاصلة فى تاريخ سلطنة عُمان الحديث، عندما تولى السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم عام 1970، ليقود البلاد فى مسيرة تنموية متميزة.
وهذه المناسبة التاريخية تأتى والسلطنة فى مرحلة مهمة من مسيرة العمل التنموى الذى يستهدف النهوض بالعديد من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، مستفيدة من الفرص والمقومات الاستثمارية المتنوعة، حيث تركز الحكومة العُمانية فى خططها المستقبلية، على وضع التنمية الاجتماعية بخاصة فى جوانبها المتعلقة بمعيشة المواطن، وبما يتيح المزيد من فرص العمل وبرامج التدريب والتأهيل ورفع الكفاءة الإنتاجية والتطوير العلمى والثقافى والمعرفى موضع التنفيذ، إضافة إلى التركيز على التنويع الاقتصادى وتشجيع الاستثمار فى المشاريع الإنتاجية ذات النفع العام وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتنويع مصادر الدخل وللتعامل الفعال مع التطورات الاقتصادية التى يمر بها العالم.
عندما تولى السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم فى عام 1970 وكان الاقتصاد العُمانى يعانى مشكلات كثيرة فى الطرق والكبارى والمياه والكهرباء ووسائل النقل والاتصالات، واليوم تؤكد المنظمات الدولية أن سلطنة عمان حققت معجزة اقتصادية فى سنوات معدودة.
والآن نحن أمام دولة عصرية تتميز ببنية تحتية هائلة، من طرق وموانيء ومطارات ووسائل نقل واتصالات،ونمو متواصل فى الناتج المحلي، وتنوع فى مصادر الدخل ومؤسسات اقتصادية ومالية ومصرفية فعالة وقادرة ، وتشجيع للاستثمار المحلى والأجنبي، وتفاعل نشط مع الاقتصاديات الإقليمية والعالمية، وأدى كل ذلك إلى نقل
الاقتصاد العُمانى إلى اقتصاد متطور ومزدهر.
لم يكن الاهتمام فقط ببناء الحجر ولكن كانت الأولوية لبناء البشر، وحسبما يقول السلطان قابوس بن سعيد فى أحد حواراته الصحفية : إن بناء البشر كان من أولوياتي, وقلنا للجميع تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم, وقد عادوا إلى وطنهم, إننا آمنا بأن العنصر البشرى هو الأساس فى تحويل أحلامنا إلى واقع يعيشه البشر, ومن هنا كان بناء البشر هو هاجس الدولة العُمانية, خصوصاً إننا كنا فعلاً على مسافة طويلة من المعاصرة.
وعلى مستوى السياسة الخارجية تميزت الدبلوماسية العمانية بالعمل فى صمت وتجنب الخلافات مع أى دولة أخري، وهو ما أكده السلطان قابوس بالقول: ليس لدينا أى خلافات, وأيضا نحن لا نصب الزيت على النار فى أيس اختلاف فى وجهات النظر مع أحد.. ليس لنا أى منغصات مع أحد لا فى الإقليم أو خارجه.. نحن دولة سلام وحتى إذا ما غضبنا فإننا نغضب فى صمت, والزمن كفيل بحل المشكلات,
وقمنا بوساطات كثيرة وأخمدنا خلافات كثيرة وتحركنا دبلوماسيا لأشياء كثيرة أيضا وكلها تمت من دون إعلان أو إشهار ولكننا يقينا نعرف أن الذين سعينا لهم ونجحنا فى مساعينا لأجلهم يعرفون ذلك ويقدرونه وهذا جل ما نريده ونتوخاه.. ولندع التاريخ يحفظ لنا ذلك عندما يكتب.
لذا نجد دائما حرصا شديدا من جانب كافة المستويات فى السلطنة على التمسك بهذا التوجه الأصيل، ولم يكن غريبا أن يشدد دائما أحد مسئوليها الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسنى وزير الإعلام على متانة وعمق العلاقات بين سلطنة عُمان ومصر عبر مختلف العصور والتى تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ، واصفا إياها بالوثيقة والمتميزة فى كل الأوقات.
والدكتور الحسنى هو فنان بدرجة وزير، فهو ليس غريبا عن الوسط الصحفى والإعلامى فقد كان استاذا للصحافة بالجامعة، وحاصلا على رسالة الدكتوراة فى إدارة المؤسسات الصحفية من جامعة ليستر بالمملكة المتحدة، وهو قبل ذلك وبعده فنان فى التصوير الضوئى وحاصل على عدة جوائز وله دراسات منشورة فى هذا المجال.
ويرى أن التصوير يمثل الحياة.. بكل ما فيها.. يعبرها ويعبر عنها.. يصادق الانسان بغض النظر عن العمر أو النوع أو المستوى الاجتماعى والثقافى أو السياسى والاقتصادي.. لغة عالمية لا يمكن تصور الحياة المعاصرة بدونها.
إنها دولة السلام التى لاتعرف سوى السلام.
< كلمات:
كن أقل فضولا بالناس، أكثر فضولا بالأفكار
< مارى كورى