المساء
عبد اللة هاشم
بالمنظار .. آهات المريض الفقير!


ماذا يحدث في هذا المجتمع؟ ماالذي وصلنا إليه؟ ولماذا في الشارع الطبي لم نر مثل ما يحدث الآن؟ الأمر ليس قرارات أو قوانين أو تعليمات. الأمر ضمير طبي ومنظومة إدارية وترفع أخلاقي وإيمان بقضايا وإحساس بآلام المرضي. تعالوا معنا نتابع في مخيلتنا مريضا فقيرا فقر المرض وليس فقر. التعريف الدولي لمن يقبضون آلاف الدولارات للنصب علي دول العالم الثالث الغلبان. المهم تعالوا نري مريضا أصيب فجأة بمرض لا يحمل كارت توصيه أو له معارف فنزل لأقرب مستشفي في الفجر وهذه علميا أكثر الفترات التي تحدث فيها الأزمات والكوارث الصحية.
دخل الاستقبال ماذا سيلقي؟ سوف أترك لكم الخيال لهذا من معاملة اجتماعية وطبية. ثم يطالبه الطبيب أو المستشفي بقيمة معينة لادخاله المستشفي رغم وجود قرار وتعليمات السيد وزير الصحة بعكس ذلك ومن ليس معه يا ويله عملا بنظرية "اللي ما معهوش ما يلزمهوش" لعن الله تلك النظرية لعنة الأرض والسماء ثم الاهمال في التعامل لحين احضار واسطة. يحاول المريض الحصول علي قرار علاج ويا ويل من يعاني. يلجأ لواسطة ليصبح لقمة في يد سماسرة ونصابين. بين كل هذا يطلق المريض آهات وآلاما مع كل صرخة وآهة تفتح أبواب السماء لتلعن هذا المجتمع وتلعن من سولت له نفسه التجارة بآلام المريض. لعنكم الله يا فئة دخلت علينا في الطب ومن المجتمع عامة لتلقي بظلالها البغيضة وتسيء للبالطو الأبيض.
أين الأيام والزمن الجميل وأجيال مضت ولازال فيها بواقي للعلاج المجاني بالمستشفيات والعيادة الشاملة وتخفيف آلام الناس ومكاتب الخدمة العامة لتلقي الشكاوي وحلها؟ أين الإدارة التي كان يهمها المريض وليس جيوبه. أين وأين وأين؟.. هذا الزمن الجميل للشارع الطبي المرصوف الممهد والذي استبدل بشارع مهدم به خطر داهم. أيها السادة الزملاء الأطباء الأمر ليس نقل الناس أو ضميرهم. إنما اصلاحهم واصلاح الضمائر والخلق بوسائل عدة أولها التعليم الطبي الجامعي. وغرس القيم والتحاق لمادة الأخلاق الطبية.
أيها الناس. احذروا آهات المرضي فهي سهام مؤلمة في نفوسنا وضمائرنا خلاف ما لها عند الله من أثر يترك فينا أو في ذريتنا. إياك والاستخفاف بآهات المريض ودعواه فهي بحق أمر أخشاه. حفظنا الله في صحتنا ولا أرانا سوءا أبدا في نفوسنا أو من نحب.
المرض ليس بعيدا عن وزير أو غفير فقد شاهدت احد وزراء الصحة السابقين عفاه الله واطال في عمره عندما تعرض لوعكة صحية مفاجئة واسرعوا به إلي مستشفي خاص.
أجمع الاطباء أن حالة الوزير كانت خطيرة لكن الله لطف به وتم انقاذه لان المستشفي بها امكانيات طبية علي أعلي مستوي وخبراء في الطب وتم نقله علي وجه السرعة.
إذن ماذا لو حدث هذا لمريض فقير وليس وزيراً صدقوني لن يجد علاجا في مستشفي عام وهذا ما يحدث الآن.
المريض يبحث عن رعاية مركزة ولم يجد من ينقذه وفي النهاية يموت بسبب تأخير العلاج حتي الاسعاف ترفض نقله إلا بعد الاتفاق الرسمي مع مستشفي لعلاجه فهل بعد هذا مأساه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف