شريف عابدين
فى المواجهة .. سفه «الأسطورة» ورجل الأعمال !
الثراء والفقر كلاهما قضاء وقدر, وقد يكون الثرى فى وضع أصعب من المعدوم لأنه مستخلف فى مال الله وسيحاسب يوم العرض
على خالقه فيما أنفقه. المقصود بتلك المقدمة أننا لسنا فى موضع هجوم على الأغنياء فليس بيننا وبينهم سوى أداء واجبهم الاجتماعى نحو الوطن الذى وفر لهم البيئة المناسبة لتنمية أموالهم,أما الزكاة فهى فريضة لا يسألهم عنها إلا الله.
وقد يكون من حق الغنى أن يستمتع بالمال كيفما شاء لكن دون مخالفة للقانون أو استفزاز للبشر وخصوصا فى بلد يئن من وطأة أزمة اقتصادية طاحنة لا يعلم إلا الله متى سنتخطاها بل أصبحنا نتوق إلى سنوات ماضية لم تكن رخاء ولكن على الأقل كانت أقل قسوة مما نعيش الآن !
لكن ماذا يعنى خروج أحد رجال الأعمال المصريين ليتفاخر بأن نجله تزوج من عارضة أزياء برازيلية فى حفل أسطورى أقيم بإحدى الجزر اليونانية تكلف 5 ملايين يورو «50 مليون جنيه» أنفقت على استضافة 600 ضيف أقاموا فى عشرات الفيلات والفنادق الفاخرة التى حجزت بالكامل للضيوف الذين وصلوا بطائرات خاصة تحت حماية ألف من «البودى جارد» ؟ وماذا يعنى أن يخرج علينا الممثل الملقب بالأسطورة ليزف لنا خبر امتلاكه لسيارتين فاخرتين يبلغ ثمنهما 9 ملايين جنيه من عائد مسلسله الرمضانى الذى جنى منه 30 مليون جنيه؟ لن تصدق كم الكمد والقهرالذى حملته مئات التعليقات على الخبر فى مواقع التواصل الاجتماعي,فما الذى جناه هذا الممثل الذى نسى وهو ينكأ جراح جمهوره ومعظمهم من البسطاء أنه كان قبل سنوات قليلة صاحب أدوار هامشية بجنيهات قليلة؟ هناك نماذج شتى ربما أفدح من النموذجين السالفين فى مجتمعنا يصدق معها قول مصرى شديد البلاغة «شبع من بعد جوع»,فى المقابل تجد نماذج مثيرة للإعجاب فى الغرب لأثرياء لم تدر الأموال رءوسهم ,فقد ضاعفوا ثرواتهم وخصصوا أجزاء منها لخدمة المجتمع والأهم أنهم تغلبوا على النزعة الشيطانية للتفاخر بالمال أو التبذير فيه.من هؤلاء مارك زوكيربرج مؤسس «فيس بوك» وتقدر ثروته بـ35 مليار دولار لكنه اعتاد ارتداء الجينز البسيط وارتياد المطاعم العادية ويمتلك سيارات رخيصة الثمن,أما الأمريكى جيم والتون فهو من أغنى أغنياء العالم بثروة تقترب من 40 مليار دولار لكنه يلتزم بوصية والده بالتواضع وترشيد الإنفاق.