الجمهورية
احمد الشامى
سقوط "دولة الخلافة"
ضرب "الإرهاب" مجددا في أوروبا. ونفذ داود علي سنبلي. الإيراني الأصل والألماني الجنسية. هجمات علي مركز تجاري في ميونيخ بألمانيا. ورغم أن الحادث يحمل بصمات "داعش" إلا أن السلطات الألمانية قالت إن الجاني مهووس بهجمات إطلاق النار الجماعية ولم تتوصل إلي خيوط تربطه بالتنظيم الإرهابي. الذي تأكد أن نهايته باتت قريبة جدا بعد الضربات التي تلقاها في الفترة الأخيرة. إذ لم يعد أمامه سوي معركتي الرقة بسوريا. والموصل في العراق. ليتم الإعلان رسميا عن سقوط دولة الخلافة المزعومة تمهيدا لفنائه من العالم. ولذا تزايدت عمليات القتل والتخريب التي ينفذها عناصره خلال الفترة الأخيرة خصوصا في أوروبا وأمريكا. وهي مجرد رسائل يائسة استطاع من خلالها بث الرعب في العالم كله خلال وقت قصير بسبب جرائمه الوحشية التي لم يحدث لها نظير طوال التاريخ. ولذا سعي أخيرا إلي تجنيد مقاتلين من طالبان والقاعدة. لتشكيل "خلافة عالمية" تسيطر علي الأرض.
ولكن السؤال الآن إلي أين ستذهب عناصر التنظيم خلال الفترة المقبلة بعد خسارة معركته الأخيرة؟ وإلي أين ستتحرك المؤامرات الدولية إقليميا؟ إذ أن سقوط التنظيم سيترك فراغا في مساحات كبيرة من سوريا والعراق. في ظل وجود خلافات أيديولوجية بين القوي المتحاربة في الدولتين وأيضا في تركيا التي دخلت علي الخط وأصبحت مرشحة بقولة لتلقي مصير الدول المجاورة لها. ولذا من المتوقع أن تشهد المنطقة تفتيتا متعمدا وفق استراتيجية الدول الكبري. وليس سرا أن الخرائط المسربة من مخابراتها تتحدث عن أن بداية التقسيم ستنطلق من سوريا التي ستشهد ميلاد ثلاث دول هي "العلوية" و"كردستان سوريا". والثالثة "السنية". أما أردوغان الذي تفنن في إذلال جيشه وشعبه فقد أصبح علي شفا الانهيار ولن تنفعه الأراجيف التي حاول بثها عن مصر عبر قناة الجزيرة "الإخوانية" بعد أن سقطت عنه ورقة التوت.
ولعبة أردوغان كشفها الملياردير الجمهوري دونالد ترامب. الذي أكد في خطاب قبوله ترشيح الحزب الجمهوري لرئاسة أمريكا. أن هيلاري كلينتون زرعت الفوضي في العراق وليبيا وسوريا. ومسئولة عن ظهور "داعش". مؤكدا أن الإرث الذي تركته هو الموت والدمار والإرهاب والضعف. لافتا إلي أن مصر كانت آمنة. إلا أنه خلال فترة عملها كوزيرة للخارجية سلمتها لجماعة الإخوان المتطرفة. ما اضطر الجيش لاستعادة السيطرة وإعادتها إلي الشعب الذي ثار في 30 يونيو. ويقيني أن الصورة أصبحت واضحة الآن لما يحدث في الشرق الأوسط فأردوغان وأعوانه من داعمي الإرهاب يسقطون واحدا بعد الآخر ولن ينفع الطاغية التركي حالة الطوارئ التي فرضها والآلاف من رجال الجيش والشرطة والقضاة الذين زج بهم في غياهب السجون تحت حماية ميليشياته المسلحة من تنظيمي داعش والإخوان. لكن الشعب لن يتركه يهنأ بجريمته وسقوط دولة الخلافة الداعشية سيتبعها سقوط من قدموا لها الدعم وفي مقدمتهم الديكتاتور العثماني.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف