الوفد
طارق تهامى
الطاقة العاطلة تهزم «الجنيه»!
** هل أنت غاضب من ارتفاع سعر الدولار؟ اسمح لى أن أقول لك إن هذا المصطلح «خاطئ» لأن من يريد حل الأزمة لا يجب أن يتحدث عن ارتفاع سعر عملة أجنبية مسيطرة على مقدرات الاقتصاد المصرى، ويدور فى فلكها دون الإمساك بالسبب الحقيقى لتدهور الواقع المصرفى، من يريد مناقشة الكارثة يجب ألا يقول إن الدولار وصل فى السوق السوداء إلى 13 جنيهًا، بل يجب أن يقول إن العملة المصرية انهارت وتراجعت قيمتها فى مقابل باقى العملات الرئيسية! لأن الواقع يقول إن الجنية أصبح يساوى أقل من 8 سنتات أميركية! وسبب هذا الواقع المؤلم أننا لا نعمل، ولا ننتج، وفقدنا دخلنا من السياحة بمعدل لا يقل عن 90% ولذلك اصبح الجنيه بهذه القيمة غير المسبوقة فى تاريخه!
** مصادر الموارد الدولارية للبلد هى السياحة وقناة السويس والصادرات وتحويلات العاملين من الخارج والاستثمار الأجنبى، بالإضافة إلى المنح والمساعدات، وجميع هذه المصادر تعانى من التناقص والتراجع بسبب ما يحدث على المسرح الدولى! ولذلك يجب أن يكون الحل هو البحث عن بدائل إنتاجية لا تتأثر بفعل الغير، وفى نفس الوقت إيقاف نزيف القدرات المٌعطلة عند كافة مصادر الإنتاج!
** هل تريد التحدث قليلًا عن جزء من مشكلاتنا المتعلقة بانعدام الإنتاج؟ لن نتكلم عن القطاع الخاص، لأن مشاكله المتعلقة بالبيروقراطية، ومعوقات الإنتاج مفهومة، لكننا سنتلقى تقريرًا رسميًا حول القطاع العام! التقرير أصدره الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء منذ يومين، وكان يحمل عنواناً مهماً هو: 17.6% زيادة فى قيمة الطاقة العاطلة بالقطاع العام/الأعمال العام عام 2014-2015»!
** تقرير محترم تعالوا نقرأ ونهتم بتفاصيل جزء من سطوره حتى نعرف أن أزمة الدولار جاءت بسبب قلة الإنتاج وتعطيل مصادرها.. يقول التقرير:
** بلغ إجمالى قيمة الطاقة العاطلة 7.9 مليار جنيه عام 2014-2015 مقابل 6.7 مليار جنيه عام 2013-2014 بنسبـــة زيادة قدرها 17.6% ويرجع الســبب فــى ذلك إلى نقــص الخــامات وصعوبات فى التسويق.
** ساهمت صناعة المنتجات الغذائية بأعلى نسبـــة من الطاقة العاطلة حيث بلغت 25.3 % يليـها صنـــاعة الفـــلزات القاعـــدية (الحديد والصلب) بنسبة 21.3 % من الإجمالى.
** ساهمت صناعـــة المنتجات الغذائيـــــــة بأعلى نسبة مخزون حيث بلغت 42.2% يليها صناعـــة الفــلـزات القـاعــديـــة (الـحـديـد والصـلـب) بنسبة 15.4% من الإجمالى.
** أولى وقفات مواجهة الأزمة أن نعترف بها، وأن تكون لدينا الشفافية اللازمة لمعرفة السعر «الحقيقى» للجنيه فى مواجهة الدولار والعملات الأخرى، وألا نتجاهل أن «الإنتاج» هو السبيل وليس «تدليس» سعر الدولار لسنوات حتى نصحو على مفاجأة انهيار الجنيه فى مواجهته!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف