تعودنا- فى بعض المحاصيل الزراعية- على عام يكون فيه الإنتاج وفيرًا وطيبًا ثم ينخفض الإنتاج فى العام التالى.. وهكذا فيما يعرف بنظام الدورات الزراعية.. ونلاحظ ذلك واضحًا أكثر فى محصول الزيتون.. وفى المانجو، وفى التين البرشومى، الذى ينادى عليه الباعة: عجمية.. يا تين، نسبة إلى منطقة العجمى غرب الإسكندرية وهى الأكثر شهرة.. فإذا قلنا عمار يا مشمش، فنحن نذكر- بالتحديد- اسم منطقة العمار فى القليوبية، حيث أفضل أنواع المشمش المصرى، كما يقولون فى الشام: حموى يا مشمش أى مشمش منطقة حماه.. أو نقول إسمعلاوى يا مانجة.
** وفى الإسماعيلية حيث الأرض رملية.. أو مخلطة تجود زراعة المانجو وأفضلها- هناك- المانجو: الفونس، والعويس، والزبدية، والتيمور وهى تنسب لجزيرة تيمور فى أندونيسيا، والهندى والسنارة والسكرى التى تنمو مبكرًا.. والمانجو القلب.. وأخيرًا ظهرت المانجو الفص.. التى هى عبارة عن قطعة أيس كريم، إذا أخرجتها من الديب فريزر.. وفى الإسماعيلية هناك 88 ألف فدان تزرع بالمانجو التى يصل محصولها إلى 200 ألف طن سنويا.
وبات محصول المانجو يتفوق على ما كانت تشتهر به الإسماعيلية من أفضل أنواع الشمام والشهد وكيزان العسل.. ثم تحول معظم المزارعين عن هذه الأنواع كلها إلى زراعة الكنتالوب.. أو كما يحلو للبعض تسميته بالأناناس! ولكننى مازلت أحن إلى كيزان العسل والشمام الإسمعلاوى البيضاوى مع استطالة الشكل.. ومخططاً أيضا.
** وبالطبع التطور يطول كل شيء.. فكما قضينا- بأيدينا- على حلاوة الفراولة البلدى- الصغيرة- قضينا أيضا على زراعة كيزان العسل والشهد والشمام الذى لم يكن محتاجاً إلى إضافة أى سكر إليه وربما يكون الأفضل أن يضرب فى الخلاط.. وتناوله كشراب مثلج لتخفيف حرارة المعدة.. وعملية الخلاط هذه تعالج الفواكه غير السكرية الآن.. رغم أنها ممتازة لعشاق الريجيم «والدايت».
** ولكننى ألاحظ كارثة نزلت هذا العام بمحصول البطيخ.. فقد يكون مازال محتفظاً بلونه الأحمر.. ولكن نصف النداء.. راح فى الهواء.. إذ كان الباعة ينادون عليه «حمار.. وحلاوة» بعد أن صار مجرد حمار.. ولكن بدون حلاوة! حتى باعة البطيخ الذين يحترمون زبائنهم يقولون لهم الآن: بلاش بطيخ هذا العام!
فهل بحث علماء الزراعة المصرية أين خرجت الحلاوة.. ولم تعد من كل أنواع البطيخ.. وما هى أسباب تغير أنواع الألياف التى تظهر فى بطيخ هذا العام.. بل وسر تلك القشرة شبه الصلبة لمعظم أنواع البطيخ.. هل السر يمكن فى أنواع محددة من الهرمونات.. أو فى الأسمدة.. أم هو فى مياه الرى، وهل نقص مياه الرى يجبر الفلاح على استخدام مياه أخرى.. لا داعى لذكرها بالاسم.. وكفاية قرف؟.
** ويا علماء الزراعة المصرية أفيقوا.. وابحثوا. وأجيبوا على كل هذه الأسئلة.. ما الذى حدث لمحصول البطيخ هذا العام وكنا نصدر منه كميات كبيرة للخارج!