محمود سلطان
مخطط اغتيال الرئيس في موريتانيا!!
عندما نشرت مواقع صحف خاصة قريبة من الأجهزة الأمنية، يوم أمس الأول 25/7/2016، خبرًا يقول: إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، ألغى حضوره القمة العربية في موريتانيا، بعد أن اكتشف مخططًا لاغتياله.. مال الرأي في "المصريون" إلى تجاهل الخبر، متوقعين أنه "واسع شوية" وربما يكون مصدره صناع "الفانتازيا" داخل الغرف السرية. وعندما تواتر في غالبية المواقع المصرية، اضطررنا إلى نشره، ولكن بعنوان فرعي "على مسئولية الصحف القريبة من السلطة والأجهزة الأمنية".. إذ لا نريد أن يتحمل الموقع مسئولية خبر من المرجح قطعًا، بأنه "تعبوي" موجه إلى الداخل "الطيب" وليس إلى الخارج "المرقع"! الرئاسة المصرية، لم تصدر بيانًا رسميًا يؤكد أو ينفي.. وكل ما صدر منها هي تصريحات من المتحدث الرسمي للرئاسة علاء يوسف لصحيفة "ديلي نيوز إيجبت".. نفى خلالها ما نشر في مصر، بشأن مخطط الاغتيال المزعوم.. يعني لولا أن سأل مراسل "ديلي نيوز إيجيبت" الرئاسة، ما صدر منها رد على مثل هذا التقرير الخطير.. ما يحمل على التساؤل، ما إذا كان ما نشر صادف هوى لدى المؤسسة.. أم أنها لم يصلها علم به إلا من خلال مراسل "ديلي نيوز ايجيبت؟! في اليوم التالي طلبت من الصحفيين في قسم الأخبار، تتبع الصحف الموريتانية الصادرة صباح أمس؛ لنرى ماذا كتبت بشأن مخطط اغتيال الرئيس.. فأجمعت كلها بأنه "خرافة" أو "خيال صحفي" من "افتكاسات" الصحافة المصرية. الرئاسة نفت.. والصحف الموريتانية تهكمت واعتبرت ما نُشر "نكتة".. فمن أين جاءت الصحف المصرية بهذا الموضوع؟! ما الجهة التي وقفت وراءه.. ما هي مصلحتها.. وماذا تريد منه؟!.. وطالما عرض على مسرح العرائس المنصوب في الصحف والفضائيات المتزلفة.. بنفس اللغة والمفردات، فإنه يعني أن مصدره "واحد".. وليس مهمًا البحث عن "هوية" هذا الـ"واحد".. الأهم هو البحث عن المستفيد من إثارة هذه الأجواء، والماسة بأمن رأس السلطة في مصر. ربما شاءوا استعادة الشعبية المتراجعة، وإعادة الاصطفاف خلف القيادة السياسية "المستهدفة".. ولكن لم ينتبه إلى أن ذلك سيكون على حساب أمور أخرى أهم وأخطر. إشاعة أجواء المؤامرة في مصر.. ونقل صورة إلى العالم بأنها في قبضة الاضطرابات الأمنية.. وأن رئيسها نفسه مستهدف بمخططات لاغتياله.. ذلك كله لن يكون مشجعًا لا للاستثمار ولا للسياحة.. وسيدفع أكثر في اتجاه تسجيل المزيد من الانهيارات الاقتصادية. لقد بات واضحًا أن مصر الآن وفي هذه اللحظة الصعبة وشديدة القسوة والبؤس، تحتاج إلى خبرات ذات أفق أوسع على الخيال وعلى الإبداع.. وقادرة على صنع سياسات مالية وثقافية وإعلامية وأمنية وغيرها.. تتعاطى مع مفردات الحياة، وتعي بأننا في عام 2016.. ولسنا في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.