الجمهورية
جلاء جاب اللة
عودة "اللهو الخفي"!
"اللهو الخفي".. أو الشبح الذي ظل يطاردنا ونطارده لعدة سنوات بعد ..2011 عند كل مصيبة كان يظهر اللهو الخفي ثم يغيب ولا نعرف أين هو أو من أين جاء أو أين ذهب؟
اليوم.. يعود اللهو الخفي.. نراه في كل مجال ولا نعرف أو لا نريد أن نعرف من هو ومن أين جاء وأين يذهب ثم يعود؟
"اللهو الخفي" الذي ضحك علي كل رجال الاقتصاد ورفع سعر الدولار بلا مبرر منطقي من ثمانية جنيهات إلي ثلاثة عشرة جنيهاً ونصف الجنيه أي بنسبة 40% في شهور قليلة.
"اللهو الخفي" الذي يحارب كل إنجاز ويحاول أن يصنع من كل إنجاز خرابة أو يشيع الفساد ويشيع حالة اليأس وعدم الرضا بين الناس.
"اللهو الخفي" الذي حاول ويحاول أن يثير الفتنة الطائفية.. بل ويحاول استمرارها فإذا طبقنا القانون ظهر اللهو الخفي يريد الحل العرفي وإذا بحثنا عن بيت العائلة.. جاء اللهو الخفي ليؤكد أن الحل في المحكمة والنيابة..!!
"اللهو الخفي".. الذي سرب امتحانات الثانوية ونتيجة الثانوية وسرب أحداثاً وحكايات حتي نجح هذا "اللهو الخفي" في تسريب أفلام قبل عرضها في السينما والحلقات الأخيرة في بعض مسلسلات رمضان قبل عرضها علي الشاشة الفضية..!!
"اللهو الخفي" يعود من جديد مرتدياً ألف قناع وقناع.. وعندما تقترب منه تجده سراباً.. ولا شيء.. ولا تستطيع أن تمسك به.. فتمسك من يقف إلي جواره أو يسانده أو يدعي أنه صاحب الموقف الخفي..!!
هل كان هذا اللهو الخفي إخوانياً؟ أو إرهابياً؟ أو من الفلول الذين لم نعد نسمع عنهم شيئاً بعد أن عادوا بقوة إلي الساحة وأصبحوا مشاركين أقوياء في الميدان..؟
تعالوا نبحث عن اللهو الخفي في قضيتين أولهما الدولار والثانية الفتنة الطائفية وكلاهما فتنة.. وكلاهما أزمة.. وكلاهما عار علينا نحن المصريين جميعا..!!
في أزمة الدولار أين اللهو الخفي؟
هل هو قابع في البنك المركزي يظهر فجأة ثم يهرب؟ أم في شركات الصرافة؟ أم رجال أعمال ومستثمرين؟ أم يتحرك في كل مكان هنا وهناك؟
إذا جلست في مقهي عادي جداً.. يرتاده أناس بسطاء.. واستمعت إلي حوار جانبي سنجده عن الدولار.. ومحاولات يائسة للبحث عن هذا اللهو الخفي.
يقول أحدهم: السياحة هي السبب.. كان الدخل 14 مليار دولار سنوياً والآن وصل بالكاد إلي نصف مليار.. إذن السياحة هي هذا اللهو الخفي.. ومن ضرب السياحة هل هم الإرهابيون أم الروس أنفسهم.. ولماذا الطائرة الروسية بالذات؟ وروسيا هي السائح رقم "1" في مصر ولماذا ريجيني الإيطالي بالذات وإيطاليا هي السائح رقم "2" أو "3" إلي مصر؟
هل كان اللهو الخفي هو السبب في تلك الأزمات التي ضربت السياحة؟
أم أن اللهو الخفي هو الشيخ الظواهري الذي أطل علي "الميديا" من جديد ليقول إن القاعدة مازالت موجودة ويطالب بخطف السائحين حتي نعود إلي النقطة "صفر" لو نجحت محاولات عودة السياح؟
** يرد ثالث: يا سادة قضية السياحة معروفة للجميع والدولة تعرف آثارها فماذا أعدت الحكومة كبدائل لهذا التأثير وما هو العلاج..؟
يرد أحد المدافعين.. الحكومة حاولت وكلما تحركت خطوة تحدث أحداث جديدة تعيدها إلي النقطة "صفر" من جديد.. وأنتم تعرفون من يحارب مصر.. اننا نواجه مؤامرة كبري تستهدفنا في كل جانب.. سواء من الجانب الشرقي حيث الإرهاب يطل علينا.. عبر حماس.. ومن البحر أحياناً.. ومن الجهة الغربية حيث الآلاف من الإرهابيين الموالين لداعش في ليبيا.. حتي السودان أيها السادة هل نسيتم أن النظام السوداني مرتبط بالإخوان الإرهابية ان لم يكن منهم.. ولذلك فهو متعاون مع إثيوبيا في قضية سد النهضة وليس مع مصر لأن السودان لن تضار مثلنا..؟
العدو قادم من الشرق ومن الغرب ومن الجنوب وليس أمامنا إلا البحر في الشمال.. حتي البحر أصبح خطراً وحاولوا استغلال سواحلنا لتنظيم رحلات غير شرعية للهجرة غير الشرعية للإساءة إلينا..!!
من هم..؟
ومن يفعل هذا أو ذلك أو ذاك؟
لا أحد يحدد يقينا..!!
هل هو اللهو الخفي؟ ومن يسانده هل هو لهو خفي آخر؟
يتحدث أخيراً كبيرهم الصامت وهو ينظر إلي السماء: انها الحرب.. لماذا لا نعلن الحرب رسمياً ضد الإرهاب وضد الفساد وضد كل من يحارب مصر في الداخل والخارج مطلوب إعلان رسمي للحرب بما تستدعيه كل الإجراءات الرسمية والطوارئ.. والهجوم بقوة علي كل أعداء الوطن..!!
يقول أصغرهم: يا سيدي كنا نتحدث عن أزمة الدولار فوجدنا أنفسنا نتحدث عن السياحة ثم عن الإرهاب ثم إعلان الحرب.. أين هو اللهو الخفي إذن؟
قال أحدهم: وهل السياحة وحدها..؟ إن أنصار وأتباع وأصدقاء الإخوان الإرهابية ينتشرون في كل الدول العربية والأوروبية التي بها جاليات مصرية ويشترون تحويلات المصريين من المنبع.. لتصل إلي ذويهم في بيوتهم في مصر دون شركات صرافة أو بنوك أو تحويلات.. فمن يفعل ذلك حتي انخفضت تحويلات المصريين بشكل لم يسبق له مثيل.
رد عليه زميله: التحويلات انخفضت والمصريون هم ثاني أكبر مشتر لعقارات في دبي هذا العام وبلغت مشترياتهم ملياراً و400 مليون درهم..؟
تساءل آخر: المهم أن يشتري التحويلات من المنبع..؟ هل هو اللهو الخفي أيضا؟ أم أننا نعرفه جيدا..!!
قاطعه زميله بسرعة: ولكن شركات الصرافة هنا بعضها أيضا يشارك في زيادة سعر الدولار.
في هذه اللحظات دخل عليهم بائع متجول يبيع سجائر وشيشة إلكترونية بسعر كبير جداً.. سألوه: لماذا هذا السعر الكبير فقال إنه سعر منخفض جداً لأنها مهربة هذه الأشياء يتم تهريبها لأنه ممنوع استيرادها بسبب أزمة الدولار؟
رد آخر: ومن أين يأتي المهربون بالدولار؟
ضحك البائع وهو يتركهم قائلاً: "اللهو الخفي".
وتساءل كبيرهم صاحب قرار الحرب :
كيف نحارب المهربين؟ لابد من إعلان الحرب علي التهريب.. والمخدرات.. والسلع الاستفزازية؟
ماذا لو توقفنا عن استيراد ياميش رمضان والسيارات الفارهة جداً لمدة عام كم يوفر هذا في العلن.. ولكن الحرب ضد المخدرات والتهريب ستوفر أضعاف أضعاف هذا الرقم.
تساءل شاب صغير: السياحة.. التحويلات والتهريب والاستيراد المستفز.. هل هذا هو اللهو الخفي وحده.
سكتوا جميعاً.. لكن الشاب استكمل كلامه قائلاً: لا أيها السادة.. عدم الإنتاج هو السبب.. مصر الزراعية تستورد طعامها.. ومصر التي كانت تريد أن تصبح صناعية.. مصانعها توقفت.. ومصر التي ظلت "قلب العالم" أصيبت بأمراض القلب وتصلب الشرايين.
نحن السبب.. نحن اللهو الخفي.. اللهو الخفي فينا.. ومنا وبيننا.. كل إنسان فينا هو اللهو الخفي لا يريد إلا نفسه.. ولا يهمه المجتمع والدولة والناس أفيقوا يرحمكم الله.. وأعلنوا الحرب علي اللهو الخفي.. أقصد علي أنفسنا وعلي مصالحنا الشخصية التي بقصد أو بغير قصد تجرنا إلي الهاوية وتحارب كل إنجاز..!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف