الأخبار
علاء عبد الهادى
فضفضة .. المتغطي بالجنيه.. عريان!
للأسف هذه حقيقة مرة، وللأسف أنا مضطر للكتابة تحت هذا العنوان الفج، رغم أنني لا أريد أن أشارك في «الولولة» علي حال الجنيه المصري الذي أصبح لا يسر عدوا ولا حتي حبيبا، وأصبح هزيلا، ضعيفا، لا يستر عورة، ولا يسكت معدة جائعة، ولا يكسي عريانا.

قرأت عشرات التحليلات عن أسباب انهيار الجنيه أمام الدولار، وتابعت طارق عامر محافظ البنك المركزي، وهو يحاول أن يبدو مسيطرا علي أدواته وأن السوق يأتمر بأمره، وأن الكلمة منه معناها اخراس المضاربين، ولكن للأسف فإن شيئا من هذا لم يحدث.. وللأمانة فلا طارق عامر، ولا العفريت الأزرق نفسه يمكن أن يفعل شيئا يحسن به عملة بلد آثر أهلها «الأنتخة» علي العمل، وتحولنا إلي شعب لا عمل له غير الكلام والأحلام التي تتحول إلي كوابيس، وواضح أنه لهذا السبب يأتينا وزراء علي شاكلتنا، كلمنجية يعدون الكسالي بالجنة والعيشة الهنية، ولكن كل يوم يمر يثبت لنا أن الله لن يغير سنته في خلقه، ولأننا لا نعمل، وفقط نزيد ونتناسل بكفاءة عالية فلن يتغير حالنا وسيصل الدولار لعشرات أضعاف وضعه الحالي.

سعر الجنيه أمام الدولار مجرد مؤشر لاقتصاد غير موجود، قائم علي المضاربة بالعقارات، ويعتمد علي الاستهلاك.. نحن دولة غير منتجة، والسياحة انعدمت، وتحويلات المصريين بالخارج تم محاصرتها بفعل فاعل وموارد قناة السويس «بعافية».. من أين إذن يأتي الدولار؟

قولوا ما شئتم عن قوانين تهيئة مناخ الاستثمار الأهم هو الواقع الذي يجعل أي مستثمر يفكر بدل المرة عشرة قبل أن يقدم علي الاستثمار في مصر.. الأهم إصلاح الاقتصاد بدل ملاحقة سعر الدولار.

ويبقي السؤال: تتغطي بالدولار ولا الجنيه؟

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف